للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن أتاه خليل يوم مسبغة … يقول لا غائب مالي ولا حرم (١)

ونحو: إن لم تقم أقوم.

ورفع الجواب في غير ذلك ضعيف، كقوله:

= عن العمل في الجزاء فحسن رفعه، كما قال الناظم:

وبعد ماض رفعك الجزاء حسن … ورفعه بعد مضارع وهن*

أي: إذا كان الشرط ماضيًا والجزاء مضارعا، جاز جزم الجزاء ورفعه، وكلاهما حسن. والجزم أحسن. وإن كان الشرط مضارعًا والجزاء مثله وجب الجزم. ورفع الجزاء ضعيف.

والرفع عند الكوفيين والمبرد بتقدير الفاء؛ فيكون الفعل المرفوع وفاعله في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف مقترن بالفاء؛ أي: فهو يقول، والجملة الاسمية هي الجواب، وعند سيبويه: على تقدير حذف الجواب والمرفوع المذكور دليله.

(١) بيت من البسيط. لزهير بن أبي سلمى، من قصيدة يمدح فيها هرم بن سنان، وهو من شواهد سيبويه.

اللغة والإعراب: خليل، المراد هنا: الفقير ذو الحاجة، من الخلة، وهي الفقر والحاجة مسبغة: مجاعة، من سغب فلان، إذا اشتد به الجوع، حرم: ممنوع وحرام.

"إن" شرطية. "أتاه خليل" الجملة فعل الشرط. "يوم" ظرف زمان متعلق بأتى. و"مسبغة" مضاف إليه، "يقول" فعل مضارع جواب الشرط مرفوع. "لا" نافية. "غائب" مبتدأ. "مالي" فاعل بغائب سد مسد الخبر، أو غائب خبر مقدم، و"مالي" مبتدأ مؤخر مضاف إلى ياء المتكلم.

المعنى: يصف هرمًا بالكرم والجود، وأنه لا يرد سائلا فيقول: إذا جاءه ذو حاجة قد أخذ منه الجوع لا يعتذر بضيق ماله وعدم استطاعته عن الحصول عليه، ولا يقول للسائل المحتاج: أنت ممنوع محروم.

الشاهد: في "يقول" حيث رفع وهو جواب الشرط؛ لأن فعل الشرط ماض.


* "وبعد ماض" بعد ظرف بحسن وماض مضاف إليه "رفعك" رفع مبتدأ، وهو مصدر مضاف لفاعله.
"والجزا" مفعوله، وقصر للضرورة. "حسن" خبر المبتدأ. "ورفعه" مبتدأ مضاف إلى مفعوله. "بعد مضارع" بعد ظرف متعلق بوهن ومضارع مضاف إليه، وجملة "وهن" خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>