وعليه قراءة طلحة بن سيمان:"أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ"(٢).
(١) هذا من شواهد سيبويه، وهو جزء من بيت من الطويل، لأبي ذؤيب الهذلي يخاطب بختيا من الإبل يحمل ميرة من قرية كثيرة الطعام، ويطلب منه التجلد والصبر على الحمل فوق الطاقة، والبيت بتمامه:
فقلت تحمل فوق طوقك إنها … مطبعة من يأتها لا يضيرها
اللغة والإعراب: تحمل: أجهد نفسك وتكلف الحمل، طوقك: طاقتك وقدرتك مطبعة، أي: وضع عليها الطابع وهو الخاتم، والمراد: أنها مملوءة بالطعام؛ لأنه لا يختم على الشيء إلا إذا امتلأ وعاؤه. "من" شرطية مبتدأ. "يأيها" فعل الشرط مجزوم بحذف الياء، والفاعل يعود على من، و"ها" مفعول عائدة على القرية. "لا" نافية. "يضيرها" يضير فعل مضارع جواب الشرط مرفوع، وها مفعول، والجملة خبر المبتدأ.
المعنى: احمل فوق ما تستطيع حمله من طعام هذه القرية؛ فإنها كثيرة الطعام لا يؤثر فيها ما ينتقص منها.
الشاهد: في قوله: "لا يضيرها"؛ حيث رفع المضارع وهو جواب شرط غير ماض، ولا مضارع منفي بلم، وذلك ضعيف عند المؤلف تبعًا لجمهور النحاة، قال الناظم.
ورفعه بعد مضارع وهن
(٢) أي: برفع "يدرككم"، وهي قراءة شاذة.
ومن المفيد أن نذكر هنا في إجمال كيفية إعراب أسماء الشرط والاستفهام فنقول:
١ - إذا وقعت الأداة بعد حرف جر أو مضاف فهي في محل جر بالحرف أو بالإضافة نحو: عمن تتعلم أتعلم؛ وكتاب من تقرأ أقرأ، وصفحة ما تكتب أكتب، ولا تكاد الأداة تجر في غير هاتين الحالتين.
٢ - وإذا كان الأداة ظرفا للزمان أو المكان فهي في محل نصب على الظرفية لفعل الشرط إن كان تاما؛ نحو: متى يقبل الصيف يشتد الحر. وللخبر إن كان ناسخا. نحو: أينما تكن تجد تقديرًا لإخلاصك؛ فأينما ظرف متعلق بمحذوف خبر "تكن" وأدوات هذا النوع هي: متى، وأيان؛ للزمان. وأين، وأنى، وحيثما،؛ للمكان؛ وأي مضافة إلى الزمان أو المكان، كل حسب الحالة.