للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمية غير طلبية (١) نحو: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾.

(١) وكذلك يشترط: أن تكون غير مسبوقة بنفي ولا بناسخ؛ فتتعين الفاء في نحو: إن يعص محمد والده فويل له، إن يعص فما له حظ في الآخرة؛ فإن خسرانه لا شك فيه، أما الجمع بين الفاء وإذا ففيه خلاف؛ فمنعه بعضهم، وأجازه آخرون مستدلين بقوله -تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ﴾، ﴿فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. والحق جوازه، وإن كان قليلا.

وتخالف "إذا" الفجائية "إذا" الشرطية في: أنها حرف، والشرطية اسم ظرف زمان، والفجائية خاصة بالجمل الاسمية ولا تحتاج إلى جواب، أما الظرفية فخاصة بالفعل ولا بد لها من جواب، ومعنى الفجائية: الحال، ولا يبتدأ بها، والشرطية تدل على الزمان المستقبل ولها حق الصدارة، وفي إغناء "إذا" الفجائية عن الفاء يقول الناظم:

ونخلف "الفاء" "إذا المفاجأةه" … كـ"إنْ تجد" إذا لنا مكافأه*

أي: إن الفاء قد تختفي وتخلفها وتحل محلها "إذا" التي تدل على المفاجأة؛ وذلك إذا كان الجواب جملة اسمية، كما يفهم من المثال الذي ذكره.

تنبيه:

إذا صلح المضارع الواقع جوابًا لأن يكون فعلا للشرط، جاز اقترانه بالفاء، بشرط أن يكون مثبتًا، أو منفيًا "بلا" أو "لم" وحينئذ يرفع المضارع مع الفاء على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والجملة الاسمية جواب الشرط؛ نحو قوله -تعالى: ﴿فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا﴾ وقوله: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ﴾؛ أي: فهو لا يخاف. وإن كان الجواب فعلا ماضيا لفظا ومعنى وجب اقترانه بالفاء على تقدير "قد" إن لم تكن ظاهرة؛ نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ﴾ وإن كان ماضيا لفظا مستقبلا معنى، غير مقصود به وعد أو وعيد جاز اقترانه بالفاء على تقدير "قد"؛ نحو قوله -تعالى: ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ﴾. [سورة النمل الآية: ٩٠]، وجاز عدم اقترانه مراعاة للواقع وأنه مستقبل حقيقة.


* "الفاء" مفعول تخلف. "إذا" فاعله مقصود لفظه "المفاجأة" مصاف إليه من إضافة الدال إلى المدلول. "كان" الكاف جارة لقول محذوف، و"إن" شرطية "تجد" فعل الشرط. "إذا" حرف ربط للجواب بالشرط "لنا" جار ومجرور خبر مقدم، "مكافأة" مبتدأ مؤخر وسكن للشعر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

<<  <  ج: ص:  >  >>