للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن تغني "إذا" الفجائية (١) الفاء؛ إن كانت الأداة "إن" (٢) والجواب جملة

= سيوجد. "من" شرطية مبتدأ. "لا" نافية. "يزل" فعل مضارع ناقص، فعل الشرط واسمها يعود على من. "ينقاد" الجملة خبرها. "سيلفى" فعل مضارع ناقص، فعل الشرط، واسمها يعود على من. "ينقاد" الجملة خبرها "سيلفى" فعل مضارع للمجهول جواب الشرط مجزوم، ونائب فاعله مفعوله الأول "نادما" مفعوله الثاني، أو حال.

المعنى: أن الشخص الذي يستسلم للشهوات والشرور ونزعات الصبوة؛ لا بد أن يندم على ذلك في يوم من الأيام، مهما طالت سلامته وسلم من عواقب فعله.

الشاهد: في قوله: "سيلفى"، فإنه جواب الشرط. وفيه حرف التنفيس وهو السين ولم يقترن بالفاء للضرورة، ومن النادر الذي لا يقاس عليه قوله لأبي بن كعب في شأن اللقطة: ". . . . . . . . . . . فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها" وجواب الشرط الأول محذوف للعلم به. أي: فأدها إليه.

وقد نظم بعض الفضلاء المواضع التي تجب فيها الفاء في بيت مشهور هو:

اسمية طلبية وبجامد … وبما ولن وبقد وبالتنفيس

ومثل النفي بما ولن النفي بإن؛ غير أنه إذا كانت أداة الشرط "إذا" والنافي هو "إن" جاز مجيء الفاء وعدم مجيئها، وجعل بعض النحاة "ما" و"لا" النافيتين، مثل "إن" النافية.

وزاد في المغني على المواضع المتقدمة: الجواب المقرون بحرف له الصدارة؛ كرب، وكأن: قال -تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾. المصدر بالقسم أو بأداة شرط نحو: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ﴾.

(١) معناها: الدلالة على المفاجأة في الحال، ولا بد أن يسبقها كلام وهي بعد أداة الشرط لا تخلو من الدالة على تعقيب الجواب على الشرط.

(٢) مثلها "إذا" الشرطية عند بعض النحاة، مستدلين بقوله -تعالى- في المطر: ﴿فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾، وقوله -سبحانه: ﴿إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>