نحو:"ما فعلت خمسة عشرك". وأجازوا أيضا هذا الوجه دون إضافة (١)، استدلالا بقوله:
كلف من عنائه وشقوته … بنت ثماني عشرة من حجته (٢)
(١) أي: إلى مستحق المعدود، تقول: هذه خمسة عشر -بجر عشر- وتعرب خمسة على حسب العوامل، والرأيان الأخيران ضعيفان.
(٢) بيت من الرجز، ينسب لنفيع بن طارق، وقيل: أنشده في أرجوزة ليست له.
اللغة الإعراب:"كلف" ماض للمجهول -بالتشديد من التكليف- وهو تحمل ما فيه كلفة مشقة. وقرئ: كلف -من الكلف- يقال: كلف بكذا؛ أي: أولع به. "عنائه"، العناء معناه: التعب والجهد. "شقوته" وعسره "من حجته" من عامة ذلك.
"كلف" فعل ماض للمجهول. "من عنائه" من للتعليل، عنائه مجرور ومضاف إلى الهاء. "وشقوته" معطوف على عنائه. "بنت" مفعول ثان لكلف. "ثماني عشرة" ثمان مضاف إليه وهو مضاف إلى عشرة "من حجته" من جارة بمعنى "في"، وحجته مجرورة بها.
المعنى: أن هذا الرجل تحمل وتكلف -لأجل تعبه وشقائه- مشقة حب بنت سنها ثماني عشرة في عامة ذلك.
الشاهد: في قوله "ثماني عشرة" فقد استشهد به الكوفيون على جواز إضافة صدر المركب العددي إلى عجزه، وإن لم يضف المجموع إلى شيء آخر؛ فقد أضيف ثماني إلى عشرة مع عدم إضافتها إلى غيرها كما في خمس عشرة محمد.
هذا: وقد يضاف العدد المفرد إلى غير تمييزه المبين لنوع المعدود، فيضاف إلى مستحق المعدود كالمركب، تقول: هذه ثلاثتنا، أو ثلاثة محمد إلى تسعة، وهذه عشرون، أو عشرون علي وكذلك بقية العقود.
ومن المفرد: واحد ومؤنثه، واثنان كذلك؛ تقول هذا واحد زملائه، وهذه واحدة أسرتها. وهذان اثنا محمد، إشارة إلى كتابين مثلا، وهاتان الفتاتان اثنتا مصر.
خلاصة ما تقدم: أن ألفاظ العدد بالنسبة للاستعمال أربعة أنواع:
مفرد، وهو: الواحد والاثنان، وعشرون، وتسعون، وما بينهما=