للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجب عند البصريين بقاء البناء في الجزأين (١)، وحكى سيبويه الإعراب في آخر الثاني (٢)، كما في بعلبك، وقال: هي لغة رديئة.

وحكى الكوفيون وجهًا ثالثًا؛ وهو: أن يضاف الأول إلى الثاني، كما في عبد الله (٣)،

(١) أي: كما يبقى مع التمييز، ولم تؤثر الإضافة، لقلتها؛ ولأن البناء يبقى مع الألف واللام بالإجماع فكذلك مع الإضافة، ويكونان في محل رفع أو نصب أو جر على حسب حاجة الجملة.

(٢) أي: ويبقى الجزء الأول على بنائه على الفتح في جميع الحالات؛ لأن المضاف مجموع الجزأين؛ فهما كاسم واحد في إعرابه في آخره، تقول: ثلاثة عشر علي؛ إن ثلاثة عشر محمد عندي، حافظت على ثلاثة عشر أحمد؛ فثلاثة عشر في هذه الأمثلة معربة، وعجزها في الأول مبتدأ، وفي الثاني اسم إن، وفي الثالث مجرور بعلى، وفي حكم تمييز المركب يقول الناظم:

وميزوا مركبا بمثل ما … ميز عشرون فسوينهما

وإن أضيف عدد مركب … يبق البنا وعجز قد يعرب*

أي: إن تمييز العدد المركب كتمييز عشرين وأخواته؛ فيكون مفردًا منصوبًا، وإذا أضيف العدد المركب بقي الجزآن على بنائهما عند الجمهور، وقد يعرب العجز ويبقى الصدر على بنائه، وهو مذهب سيبويه وآخرين.

(٣) أي: فيعرب الجزء الأول بحسب العوامل، ويجر الثاني بالإضافة إلى مستحق المعدود.

وقيل: إنه سمع ذلك عن العرب.


* "مركبا" مفعول ميزوا "بمثل ما" بمثل متعلق بميزوا وما اسم موصول مضاف إليه، "ميز عشرون" الجملة من الفعل ونائب الفاعل صلة ما، والعائد محذوف؛ أي: به "فسويتها" فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة، والضمير البارز مفعوله عائد إلى مركب وعشرين.
* "وإن أضيف" شرط وفعله. "عدد" نائب فاعل أضيف. "مركب" نعت لعدد. "يبقى" جواب الشرط مجزوم بحذف الألف. "البنا" فاعل يبق وقصر للضرورة. "عجز" مبتدأ. "قد يعرب" الجملة من الفعل ونائب الفاعل خبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>