للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله:

وحملت زفرات الضحى فأطقتها … وما لي بزفرت العشي يدان (١)

فضرورة حسنة؛ لأن العين قد تسكن للضرورة مع الإفراد والتذكير (٢)

كقوله:

يا عمرو يابن الأكرمين نسبا (٣)

(١) بيت من الطويل، لعروة بن حزام العذري من قصيدة في محبوبته عفراء:

اللغة والإعراب: زفرات: جمع زفرة؛ وهي خروج النفس ممتدًا مع أنين وشدة.

فأطقتها: تحملتها مع مشقة وجهد. يدان: تثنية يد؛ بمعنى القوة والقدرة.

"حملت" فعل ماض للمجهول. والتاء نائب فاعل وهي المفعول الأول "زفرات" مفعول ثان. "وما" الواو عاطفة، وما نافية مهملة. "لي" جار ومجرور خبر مقدم. "بزفرات" متعلق بيدان الواقع مبتدأ مؤخرًا؛ لأنه في معنى قدرة، والعشي مضاف إليه.

المعنى: تحملت في جهد ومشقة، ما أصابني من شدة الوجد والهيام في فترة الضحى، وليس لي قدرة على تحمل زفرات العشي، وخص هذين الوقتين؛ لأن عادة المحب المتيم أن يقوي الهيام به الهيام فيهم.

الشاهد: تسكين العين في "زفرات" في الموضعين، وعدم اتباعها الفاء في الفتح على القياس للضرورة الشعرية.

(٢) أي: فتسكينها في الجمع في هذا البيت أولى.

(٣) صدر بيت من الرجز، أنشده ابن الأعرابي، وعجزه.

قد نحب المجد عليك نحبا

اللغة والإعراب: النحب: شدة البكاء، ويطلق على النذر، والخطر العظيم، ولعل ذلك هو المراد هنا، "يا عمرو" يا للنداء وعمرو منادى مبني على الضم، "يابن الأكرمين" ابن منادى أيضًا منصوب مضاف إلى الأكرمين. "نسبا" -بسكون السين- تمييز.

المعنى: ينادي عمرًا ويقول له: إنك سليل الكرماء من جهة الآباء والأمهات، وإن المجد ضرب عليك، فهو ملازم لك لا يفارقك أبدًا.

الشاهد: في "نسبا"؛ حيث سكنت السين فيه وهو مفرد للضرورة، مع أنها مفتوحة والفتحة خفيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>