للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعكس (١) كرجال، وقلوب، وصِردان (٢)، وليس منه (٣) ما مثل به الناظم، وابنه من قولهم في جمع صفاة -وهي الصخرة الملساء- صُفِيّ؛ لقولهم: أصفاء (٤) حكاه الجوهري وغيره.

الأول: من أبنية القلة: "أفعُلٌ" بضم العين، وهو جمع لنوعين:

أحدهما: "فَعْل" اسما، صحيح العين (٥) سواء صحت لامه أم اعتلت بالياء أم

(١) فيستغنى ببعض أبنية الكثرة عن بناء القلة؛ إما بحسب الوضع؛ كما مثل المصنف، أو بحسب الاستعمال اعتمادا على القرينة، نحو: "ثلاثة قروء"؛ فقد قرنت ثلاثة بجمع الكثرة، مع وجود جمع القلة وهو "أقراء".

(٢) جمع: رجل، وقلب، وصرد "اسم لطائر فوق العصفور نصفه أبيض ونصفه أسود" فقد استغني فيها بجمع الكثرة، ولم تضع العرب لها جمع قلة.

(٣) أي: من هذا القسم الذي لم تضع له العرب بناء قلة، وأغنى فيه جمع الكثرة.

(٤) فتكون حينئذ مما وضعت له العرب بناء قلة، واستغنت عنه ببناء الكثرة مثل "قروء" وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

وبعض ذي بكثرة وضعا يفي … كـ"أرجل"، والعكس جاء "كالصُّفِى"*

أي: بعض هذه الأوزان قد يفي بالكثرة ويدل عليها ويغني فيها كأرجل جمع رجل؛ فإنها للقلة والكثرة بحسب الوضع، ولكنها في أحدهما أكثر شيوعا، وجاء العكس مثل "الصفي" جمع صفاة، فهو بناء كثرة يغني عن القلة.

وإذا لم يسمع للكلمة جمع في اللغة؛ يرى مجمع اللغة العربية: أن يختار لها صيغة جمع القلة الذي يطرد في وزنها، وإذا وجد لها صيغتان للجمع، اختير أقواها وأشهرها، وإن تساويا في القوة، اختيرا معا، ويكتفى بجمع واحد في المصطلحات العلمية أيا كان.

(٥) وليست فاؤه واوًا، كوقت ووعد. وليس مضعفًا كعم وجد.


* "وبعض ذي" بعض مبتدأ، واسم الإشارة مضاف إليه يعود إلى المتقدم. "بكثرة" متعلق بيفي "وضعًا" منصوب على نزع الخافض، أو تمييز، أو مصدر في موضع الحال، أي: ذا وضع "يفى" الجملة خبر المبتدأ. "والعكس"مبتدأ. "جاء" الجملة خبر. "كالصفي" خبر لمبتدأ محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>