الثالث: ياء "فُعَيَلَة"(١) كجُهَينة وقريظة؛ تحذف تاء التأنيث أولًا ثم تحذف الياء (٢)؛ فتقول: جُهَنِي، وقرظي. وشذ قولهم في ردَيْنة (٣): رُدَيْني، ولا يجوز ذلك في نحو: قُلَيلة؛ لأن العين مضعفة (٤).
=
وتمموا ما كان كالطويلة … وهكذا ما كان كالجليلة*
أي: تمموا ولم يحذفوا ما كان على وزن "فعيلة"، وكان معتل العين صحيح اللام كالطويلة؛ فقالوا: طويلي، وكذلك تمموا ولم يحذفوا ما كان مضاعفًا كالجليلة؛ فقالوا: جليلي، ولم يحذفوا كراهة اجتماع المثالين وما فيه من الثقل مع عدم الإدغام.
هذا: ويرى بعض الباحثين المعاصرين من أعضاء المجمع اللغوي المصري: أن النسب إلى "فَعيلة" بلفظ "فعليّ" بالشرطين المذكورين ليس واجبًا، بل هو جائز بشرط اشتهار المنسوب إليه، وعرض أكثر من مائة شاهد على ذلك، بعد تتبعه الكثير لكلام العرب، وأيد رأيه هذا بقول ابن قتيبة الدينوري في كتابه "أدب الكاتب" ما نصه "إذا نسبته إلى فَعيل أو فعِيلة" من أسماء القبائل والبلدان، وكان مشهورًا ألغيت منه الياء؛ مثل: ربيعة، وبجيلة، وحنيفة، فتقول: رَبعي، وبَجلي، وحنفي، وفي ثقيف ثَقَفي، وعتيك عَتَكي. وإن لم يكن الاسم مشهورًا؛ علما كان أو نكرة لم تحذف الياء في "فَعيل ولا فعيلة"؛ أي: إن الحذف قديمًا لم يكن إلا في المشهور وقد رأى المجمع اللغوي الأخذ بهذا الرأي المؤيد برأي عالم جليل كابن قتيبة، على ذلك؛ فما ذكر من الشواذ غير شاذ، وتكون النسبة إلى طبيعة طَبيعي، وليست شاذة، كما اشتهر.
(١) بشرط أن تكون العين غير مضعفة، وأن تكون صحيحة إذا كانت اللام صحيحة.
(٢) فتصير الكلمة بعد هذا التغيير على وزن "فعلي".
(٣) ردينة: امرأة رجل يسمى السمهري، كانا يقومان الرماح ويرى بعضهم بقاء ياء "فُعَيلة" معتلة العين كما في "فعيلة".
(٤) وكذلك إذا كانت العين معتلة مع صحة اللام؛ كما في نُوَيرة ونويري، فإن كانت معتلة=
* "ما" اسم موصول مفعول تمموا. "كان" فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى ما. "كالطويلة" متعلق بمحذوف خبر كان والجملة صلة ما. "وهكذا" خبر مقدم. "ما" اسم موصول مبتدأ مؤخر. "كان كالجليلة" الجملة من كان واسمها وخبرها صلة ما.