الثانية: أن تكون اللام قد ردت في تثنية، كأب وأبوان، أو في جمع تصحيح (٢) كسنة وسَنَوات، أو سَنَهات، فتقول: أَبَوَيّ وسَنَوَيّ، أو سَنَهِي وتقول في ذو، وذات: ذَوَوي (٣) لأمرين: اعتلال العين، ورد اللام في تثنية ذات، نحو: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ وتقول في أخت: أَخَوي كما تقول في أخ (٤). وتقول في بنت: بَنَوي كما تقول في ابن إذا رددت محذوفه (٥)؛ لقولهم: أخوات وبنات بحذف التاء والرد إلى صيغة المذكر الأصلية (٦)، وسره (٧) أن الصيغة كلها للتأنيث (٨)؛ فوجب ردها إلى صيغة المذكر (٩)، كما وجب حذف التاء في مَكِّي وبَصْري ومُسلمات (١٠).
(١) وأصلها قبل حذف اللام التي هي الهاء: "شوهة" فإذا ردت اللام رجعت الواو إلى ضبطها الأصلي وهو السكون، ويمتنع قلبها ألفًا لعدم تحركها.
(٢) سواء كان لمذكر أو لمؤنث.
(٣) بفتح الذال والواو باتفاق بين سيبويه، وأبي الحسن الأخفش؛ لأن أصل "ذو" عندهما "فَعَلَ" بالتحريك ولامها ياء؛ فترد اللام وتقلب ألفًا، ثم تقلب الألف واوًا لأجل الياء كما في فتى، و"ذات" هي "ذو" بزيادة التاء.
(٤) أي: عند رد لامه المحذوفة، ولا يضر الالتباس بينهما؛ لأن النحاة لا يبالون بذلك في النسب.
(٥) ويلاحظ: أن الجبر في "بنت" واجب مثل "أخت"، بخلاف "ابن" فإنه جائز فيه.
(٦) وقد سبق أن ما وجب رده في الجمع يجب رده في النسب، وأصل بنات بنوات، قلبت الواو ألفًا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، ولم يفعل ذلك مع أخوات؛ لأنها أقل استعمالا.
(٧) أي: حكمه رد صيغة المؤنث إلى صيغة المذكر.
(٨) أي: صيغة أخت وبنت: والتاء فيهما وإن كانت عوضًا عن اللام المحذوفة فهي للإلحاق بقُفْل وجذع، إلحاقًا للثنائي بالثلاثي، وتشعر بالتأنيث مع ذلك.
(٩) وذلك بحذف التاء في النسب.
(١٠) أي: في النسب إلى مكه، وبصرة، وجمع المؤنث لمسلمة؛ وذلك لئلا تقع تاء التأنيث حشوا.