ولا تدخل في نحو:"جاء زيد"، لأنه معرب (١)، ولا في نحو: اضرب"، و"لم يضرب"، لأنه ساكن (٢)، ولا في نحو: "لا رجل" و"يا زيد" و"من قبل ومن بعد" لأن بناءهن عارض (٣)، وشذ قوله:
أرمض من تحت وأضحى من عله (٤)
(١) أي: بالحركات، وحركة الإعراب تعرف بالعامل فلا تحتاج إلى بيان بهاء السكت، وتلحق المثنى والمجموع على حده؛ تقول: مسلمانَه، ومسلمونَه؛ لأن إعرابهما بالحروف.
(٢) أي: وهاء السكت إنما تدخل لبيان الحركة.
(٣) فالحركة فيها شبيهة بحركة الإعراب في العروض؛ لأنها جاءت بسبب شيء يشبه العامل وتزول بزواله، فلا تدخلها هاء السكت، وعلى ذلك لا تدخل اسم "لا"، ولا المنادى المضموم، ولا ما بني من الظروف لقطعه عن الإضافة، كقبل، وبعد، ولا العدد المركب؛ كخمسة عشر؛ لأن حركات هذه الأشياء مشابهة لحركات الإعراب كما بينا.
(٤) عجز بيت من الرجز، نسبه العيني لأبي ثروان، وقد ورد في أرجوزة منسوبة لأبي الحجنجل، وصدره:
يا رب يوم لي لا أظلله
اللغة والإعراب: لا أظلله، أي: لا أظلل فيه، وقد حذف حرف الجر واتصل الفعل بالضمير نفسه. أرمض: من رمضت قدمه، إذا احترقت بالرمضاء، وهي الأرض شديدة الحرارة، ويقال: أرمضته الرمضاء؛ أي: أحرقته، وأضحى: أتعرض للشمس وقت الضحى.
وفي بناء أرمض، وأضحى للمفعول أو للفاعل؛ بحث طويل في الصبان فارجع إليه إن شئت "يا" حرف تنبيه، أو للنداء، والمنادى محذوف "رب" حرف جر شبيه بالزائد.