مسألة: قد يعطى الوصل حكم الوقف (١)، وذلك قليل في الكلام، كثير في الشعر (٢)؛ فمن الأول قراءة غير حمزة والكسائي: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ﴾، ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ﴾ (٣)، بإثبات هاء السكت في الدرج (٤)، ومن الثاني قوله:
مثل الحريق وافق القصبّا (٥)
(١) أي: من إسكان مجرد؛ أو مع الروم، أو مع الإشمام، ومن تضعيف ونقل، ومن اجتلاب هاء السكت.
(٢) وقد أشار الناظم، إلى ذلك بقوله:
وربما أعطى لفظ الوصل ما … للوقف نثرا وفشا منتظما*
أي: قد يعطى الوصل حكم الوقف، وذلك قليل في النثر كما يشير إليه التعبير، بربما، فاش وكثير في النظم.
(٤) ولهذا ذكر "وانظر" في الآية الأولى، و"قل" في الثانية؛ ليبين الوصل.
(٥) بيت من مشطور الرجز، لرؤبة بن العجاج، كما في سيبويه، وقيل: لغيره، وذكر النحاة أن قبله:
لقد خشيت أن أرى جديا
والذي في اللسان وغيره، أنه من أبيات هي:
لقد خشيت أن أرى جدبا … في عامنا ذا بعد ما أخصبا
إن الدبي فوق المتون دبا … كأنه السيل إذا اسْلَحَبّا
=
* "لفظ" نائب فاعل أعطى، وهو مفعوله الأول، "ما" اسم موصول مفعوله الثاني. "للوقف" متلعق بمحذوف صلة. "نثرًا" منصوب على نزع الخافض، أو حال على التأويل أي: ذا نثير. "منظما" حال من فاعل فشا العائد إلى الإعطاء المفهوم من أعطى.