للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصله: القصب -بتخفف الباء- فقدر الوقف عليها، فشددها، على حد قولهم في الوقف: "هذا خالدّ" بالتشديد، ثم أتي بحرف الإطلاق، وهو الألف، وبقي تضعيف الباء.

=

أو الحريق وافق القصبا

ومن هذا يتبين: أنه حدث شيء من التغيير والتحريف في النقل ولم يحقق.

اللغة والإعراب: جدبًا: جدبا. الجدب: القحط بانقطاع المطر ويبس في الأرض.

أخصبا: أخصب ونما فيه الزع. الدّبي: أصغر الجراد والنمل، يقال: أرض مُدْببة أي: كيرثهما ومدبية: أكل الدّبى نبتها، المتون: الظهور. جمع متن، والمراد متون الأودية. دبا: مشى مشيا هينا. اسلحبا: امتد وملأ الأودية. والمسلحب: الطريق البين الممتد. الحريق: النار المشتعلة. القصبا: القصب، وهو كل نبات يكون ساقه

أنابيب. وكعوبًا. "جدبا" مفعول أرى "أو الحريق" معطوف على السيل "وافق"

أي: صادف الجملة في محل نصب حال من الحريق "القصبا" مفعول وافق.

المعنى: لقد خفت أن أرى في عامنا هذا قحطا وجدبا بسبب انقطاع المطر، بعدما أخصبت الأرض ونما فيها الزرع؛ فقد مشى الجراد ودبت الحشرات فوق متون الأدوية، وانتشرت؛ كأنها السيل حين يجري، أو الحريق صادف قصبا فأسرع الاشتعال، وامتدت نيرانه.

الشاهد: في اقصبا؛ حيث شدد الباء وضعفها مع وصلها بألف الإطلاق، مع أن التضعيف لا يكون إلا في حالة الوقف، ولكن الشاعر أعطى الوصل حكم الوقف.

هذا: ولم يؤثر الوقف بالنقل عن أحد من القراء إلا ما روي عن أبي عمرو أنه وقف على قوله -تعالى: "وَتَوَاصَوْا بِالصَّبِرْ". بكسر الباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>