للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمناسبة ﴿سَجَى﴾ و ﴿قَلَى﴾ وما بعدهما (١).

وأما الموانع فثمانية أيضًا، وهي: الراء وأحرف الاستعلاء السبعة (٢)، وهي: الخاء، والغين المعجمتان، والصاد، والضاد، والطاء والظاء والقاف (٣).

وشرط المنع بالراء أمران: كونها غير مكسورة (٤)، واتصالها بالألف (٥): إما قبلها،

(١) وعلى هذا فلا يشترط في الإمالة للتناسب ورعاية الفواصل: أن يكون الممال الأصلي سابقًا على الممال للتناسب. "الآيات الثلاثة، من أول سورة الضحى".

هذا: ويرجع الأول والثاني والثالث من الأسباب؛ إلى القسم المعنوي؛ فإن الأول والثاني يدلان على الياء، والثالث يدل على الكسرة، أما باقي الأسباب ما عدا الثامن فترجع إلى القسم اللفظي. والثامن يرجع إلى ما سبب أميل لأجله.

ويشير الناظم إلى السبب الثامن بقوله:

وقد أمالوا لتناسب بلا … داع سواه كعمادا وتلا*

أي: تمال الألف الخالية من سبب الإمالة؛ لمناسبة ألف قبلها مشتملة على سبب الإمالة، إن لم يكن هنالك سبب سواه؛ كإمالة الألف الثانية من "عمادًا، وتلا"؛ لمناسبة الألف الممالة قبلهما.

(٢) علة منعها الإمالة -كما يقول النحاة: طلب تجانس الصوت؛ ذلك لأن هذه الأحرف تستعلي إلى الحنك، وإمالة الألف في صاعد وانحدارها بعد ذلك، أو في هابط وصعودها بعد، فيه مشقة؛ فمنعت الإمالة لذلك، أما الراء فإنه وإن لم يكن فيها استعلاء؛ إلا أنها قابلة للتكرار إذا شددت، فكأنها أكثر من حرف واحد فأشبهت المستعلية، بل قيل: إنها أشد في المنع.

(٣) هي الحروف التي في أوائل كلمات هذه العبارة "قد صاد ضرار غلام خالي طلحة ظليمًا"، والظليم: ذكر النعام أو هي حروف "خص ضغط قظ".

(٤) أما المكسورة فسيأتي أنها تمنع المانع.

(٥) ويشترط ألا يجاور الألف راء أخرى، وإلا لم تمنع الإمالة، نحو قوله -تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ [سورة الانفطار الآية: ١٣]، و [سورة المطففين الآية: ٢٢].


* "لتناسب بلا داع" متعلقان بأمالوا. "سواه" نعت لداع، والهاء مضاف إليه. "كعمادا" خبر لمبتدأ محذوف. "وتلا" معطوف عليه، وكلاهما مقصود لفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>