والحركات ثلاث، والثاني يكون محركا وساكنا؛ فإذا ضربت ثلاثة أحوال الأول في أربعة أحوال الثاني؛ خرج من ذلك اثنا عشر (١)، وأمثلتها: فَلْس، فَرَس، كَتِفَ، عَضُدَ، حِبْر، عِنَب، إبل، قُفل، صُرَد، دُئِل، عُنُق (٢)، والمهْمَل منها: "فِعُل" (٣).
وأما قراءة أبي السَّمَّال: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحِبُكِ"، بكسر الحاء وضم الباء، فقيل: لم تثبت (٤)، وقيل: أتبع الحاء للتاء من "ذات" (٥)، والأصل ﴿الْحُبُكِ﴾، بضمتين، وقيل على التداخل في حرفي الكلمة، إذ يقال: حبك -بضمتين - وحِبِك -بكسرتين (٦).
وزعم قوم إهمال "فُعِل" أيضا، وأجابوا عن دُئِل ورُئِم؛ بأنهما منقولان من
(١) وإليها يشير الناظم بقوله:
وغير آخر الثلاثي افتح وضم … واكسر وزد تسكين ثانيه تَعُم*
ولم يعتبر الحرف الأخير من الثلاثي في الوزن؛ لأنه حرف إعراب فحركته بحسب العوامل وعلاقته بما قبله.
(٢) الأمثلة التي ذكرها المصنف لهذه الأوزان من الأسماء. وأمثلتها من الصفات على الترتيب المتقدم هي: سَهل، بَطل، حذر، يقظ، نِكْس "السهم ينكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله"، زيم "متفرق". بِلِز "ضخم"، حُلو، حُطم، رُئم، جُنُب.
(٣) بكسر الفاء وضم العين، وإنما أهملت لثقل الانتقال من كسر لازم إلى ضم لازم وكلاهما ثقيل، ولهذا لم يرد في كلام العرب.
(٤) وهو الصحيح. وأبو السمال العدوي البصري؛ مقرئ له اختيار شاذ في القراءة.
(٥) ولم يعتد باللام الساكنة؛ لأن الساكن حاجز غير حصين. وضعف بأن "أل" كلمة برأسها منفصلة فهي حاجز قوي يمنع من الاتباع؛ وصاحب هذا القول أبو حيان.
(٦) فقد ركب القارئ من اللغتين هذه القراءة، وينسب ذلك لابن جني؛ واعترض على هذا القول بأن التداخل في جزأي الكلمة الواحدة غير معهود، وإنما المعهود التداخل بين حرفي كلمتين. والاتباع أحسن هذه الأقوال. والحبك: طرائق النجوم في السماء والمفرد حبيكة، وحُبْك الرمل: حروفه والواحدة حباك. ومن الماء والشعر: الجعد المتكسر منهما.
* وغير "مفعول افتح مقدم. "آخر الثلاثي" آخر مضاف إليه، والثلاثي كذلك. "وضم واكسر" فعلا أمر معطوفان على افتح. "تسكين" مفعول زد. "ثانية" ثاني مضاف إليه، وهو مضاف إلى الهاء. "تعم" فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر والفاعل أنت.