للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأحرف التي تبدل من غيرها إبدالًا شائعا (١) لغير إدغام (٢): تسعة يجمعها "هَدَأْتُ مُوطِيَا" وخرج بقولنا شائعًا؛ نحو قولهم في "أُصَيْلان" تصغير أصيل على غير قياس (٣)، وفي "اضْطَجَع" وفي نحو: "عَلِي" في الوقف: أُصَيْلال، والْطَجَع، وعَلجّ.

قال:

وقفت فيها أُصَيْلالا أُسائلها (٤)

= وتكون العلاقة بينهما على النحو الآتي:

أ- بين الإبدال والقلب عموم وخصوص مطلق؛ فكل قلب إبدال ولا عكس يجتمعان في نحو: "باع" وينفرد الإبدال في مثل: "اصطبر".

ب- وكذلك الشأن في الإبدل والتعويض؛ فكل إبدال تعويض ولا عكس يجتمعان في "اصطبر، وادكر"، وينفرد التعويض في نحو: "عدة".

جـ- أما الذي بين الإبدل والإعلال، فعموم وخصوص من وجه، يجتمعان في نحو: "قال، وصاح"، وينفرد الإبدال في نحو: "اصطبر، ومدكر"، والإعلال في نحو: "يقوم".

(١) أي: مطردا وقياسا يضطر إليه في التصريف، ويوقع عدمه في خطأ، كقولك في قال: "قول".

(٢) أما الإبدال الشائع للإدغام فيقع في جميع الحروف، ما عدا الألف اللينة؛ فإنها لسكونها لا تدغم، ولا تدغم فيها، وليس مكانها هذا الباب.

(٣) أي: لذيادته على أصله المكبر، وقيل: هو تصغير "أصلان" جمع أصيل؛ كبعير وبعران وهو غير قياسي أيضًا؛ لأن الجمع إنما يصغر على لفظ واحد.

(٤) صدر بيت من البسيط، للنابغة الذبياني، وقد استشهد به سيبويه، وعجزه:

أعيت جوابًا وما بالربع من أحد

اللغة والإعراب: أصيلالا، الأصيل: ما بين العصر وغروب الشمس وجمعه أصلان، وصغر على أصيلال بقلب النون لاما. أعيت: ضعفت وعجزت. وفي رواية: عيت. والمعنى واحد. الربع: المنزل والدار: "أصيلالا" ظرف زمان لوقفت. "جوابا" مفعول مطلق لمحذوف؛ أي: أعيت عن أن تجيب جوابا. "وما" نافية "بالربع" متعلق بمحذوف خبر مقدم "من أحد" مبتدأ مؤخر على زيادة. "من" والجلمة في محل نصب حال.

المعنى: وقفت بدار المحبوبة وقت الأصيل أسأل عنها وعن أخبارها، فعجزت الدار عن إجابتي، وليس هناك أحد يجيبني.

الشاهد: إبدال النون في أصيلان، لاما لقرب المخرج، وهذا شاذ ونادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>