كسَيَائِد جمع سيِّد؛ إذا أصله سَيُود (١) وأما قوله:
وكحَّل العينين بالعَوَاور (٢)
فأصله بالعَواوِير؛ لأنه جمع عُوَّار وهو الرمد، فهو مفاعيل كطواويس لا مفاعل؛ فلذلك صحح، وعكسه قول الآخر:
فيها عيائيل أسود ونَمُر (٣)
(١) اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمتا ومثله: صوائد: جمع صائد، وبوائع: جمع بائعة. ويشترط صحة اللام في الجميع.
(٢) عجز بيت من الرجز، لجندل بن المثنى الطهوي، يصف الدهر وما لقيه منه؛ حين كبرت سنه وانحنت عظامه، وأصابت الأقذاء عينه، وصدره:
حنى عِظامي وأراه ثائِرِي
اللغة والإعراب: قوس. ثائري. قاتلي، والثأر: الدم والطلب به، والجمع أثار وآثار، وثأر به: طلب دمه وقتل قاتله، كحل عينه: وضع فيها الكحل تزينا لها، وفيه تخفيف الحاء وتشديدها. العواور: جمع عوار، وهو اللحم ينزع من العين، وسائل يوخذ من شجر ويخفف ويوضع في العين:"حنى" فعل ماض، وفاعله، وفاعل كحل؛ يعودان على الدهر، في قوله مخاطبا زوجته:
غرك أن تقاربت أباعِرِي … وأن رأيت الدهر ذا الدوائر
وقد جعل الشاعر ما فعله الدهر بعينه من الأذى والوجع كحلا على طريق المجاز.
الشاهد: تصحيح الواو في "العواور" وعدم إبدالها همزة؛ لما ذكره المصنف من أن أصله: العواوير على وزن مفاعيل لا مفاعل؛ لأن من حق جمع الاسم الذي على هذه الحال أن تقلب ألفه ياء في الجمع لانكسار ما قبلها، ولكن الضرورة جعلت الشاعر يحذف الياء ويكتفي بالكسرة مع الاعتداد بها وكأنها موجودة.
(٣) شاهد من كلام حكيم بن معية الربعي. وقد تقدم الكلام عليه في باب جمع التكسير.