للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كانت الأولى ساكنة والثانية متحركة (١): فإن كانتا في موضع العين أدغمت الأولى في الثانية؛ نحو: سَأْآل (٢) ولَأْآل (٣) ورَأْآس (٤)، وإن كانتا في موضع اللام: أبدلت الثانية ياء مطلقًا (٥)؛ فتقول في مثال "قِمَطْر" من قَرَأَ: قِرَأْي (٦)، وفي مثال "سَفَرْجَل" منه: قَرَأْيَأُ، بهمزتين بينهما ياء مبدلة من همزة (٧).

وإن كانتا متحركتين: فإن كانتا في الطرف، أو كانت الثانية مكسورة، أبدلت ياء

= على الكسائي في إجازته البدء في قوله -تعالى: ﴿إِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا﴾، بهمزتين، [سورة يونس من الآية: ١٥]؛ لا في أؤتمن كما قال المصنف.

وفي حكم هذه الحالة؛ وهي الهمزة الساكنة بعد المتحركة، يقول الناظم:

ومَدًّا ابدل ثاني الهمزين مِن … كِلْمة أن يَسْكن كآثِر وائتمن*

أي: أبدل ثاني الهمزتين المجتمعتين في كلمة واحدة، إن كانت ساكنة، وهذا يقتضي أن تكون مدة من جنس حركة ما قبلها؛ وذلك مثل: آثر، أصله: أأثر؛ فأبدلت الثانية الساكنة ألفًا لمناسبة فتح ما قبلها، وأتمن أصله: أأتمن؛ فقلبت الثانية واوًا؛ لضم ما قبلها.

(١) ولا يقع هذا النوع في موضع الفاء لتعذر النطق بالساكن ابتداء.

(٢) صيغة مبالغة من السؤال؛ أي: كثير السؤال، ووزنه "فعال".

(٣) نسبة لبائع اللؤلؤ.

(٤) نسبة لبائع الرءوس.

(٥) سواء كانت طرفًا أم غير طرف.

(٦) الأصل: قرأء، بهمزتين، أولاهما ساكنة، قلبت الثانية ياء، لوقوعها طرفا إثر همزة ساكنة؛ فرارا من الثقل، وكان القياس الإدغام كما في سأآل، لولا أن الطرف أولى بالتغيير؛ ولهذا قدم القلب هنا.

(٧) والأصل: قرأأأ، بثلاث همزات، فقلبت الثانية؛ لأن قلبها يخلص من اجتماع همزتين.

وهذه الأمثلة التي ذكرها المصنف وفيما بعد فرضية خيالية؛ يقصد بها التدريب والتمرين، ولا يكاد يوجد لها نظائر مأثورة في فصيح الكلام العربي.


* "ومدا" مفعول أبدل الثاني. "ثاني" مفعوله الأول والهمزين مضاف إليه. "من كلمة" متعلق بمحذوف، حال من الهمزين. "أن يسكن" شرط وفعله، والجواب محذوف؛ أي: فأبدله مدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>