وسئل الكسائي: لم لا يجوز: أعجبني أيهم قام؟ فقال:"أي كذا خلقت"(١).
وقد تؤنث، وتثنى، وتجمع (٢)، وهي معربة: فقيل مطلقًا (٣)، وقال سيبويه: تبنى على
(١) الكسائي كوفي؛ والكوفيون يقولون بلزوم استقبال عامل "أي"، فلما سئل في حلقة يونس بن حبيب عن السبب في عدم جواز: أعجبني أيهم قام، توقف. ولما لم يجد وجها للمنع؛ قال هذه القولة التي ذهبت مثلا؛ والكسائي: هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي. إمام الكوفيين في النحو واللغة، وأحد القراء السبعة المشهورين. قيل: لقب بالكسائي؛ لأنه أحرم في كساء، وقيل: كان يصنعها، وهو من أهل الكوفة. وقد استوطن بغداد، وتعلم النحو على كبر، وأخذ عن "معاذ الهراء" ولزمه حتى بلغ الغاية، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل بن أحمد وجلس في حلقته. ولما علم أنه جاب البوادي ولقي الأعراب قلده في ذلك، وكتب كثيرا عن العرب غير ما حفظ. وجرت بينه وبين يونس بن حبيب مناقشات شهد له فيها يونس. وكذلك جرت بينه وبين الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة مجالس، وبينه وبين الفراء. قال ابن الأعرابي: كان الكسائي أعلم الناس، ضابطًا عالما بالعربية، قارئا صدوقًا، وأدب ولدي الرشيد. وكان يسمع الشاذ فيجعله أصلا ويقيس عليه، وهذا يدل على تصرفه وسعة أفقه. وله مؤلفات كثيرة منها: معاني القرآن، ومختصر في النحو، والقراءات النوادر، والمصادر. وتوفي بالري يوم توفي الإمام محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة سنة ١٨٩ هـ، ودفنهما الرشيد وقال: اليوم دفنت الفقه والنحو. ومن شعره في وصف النحو:
إنما النحو قياس يتبع … وبه في كل علم ينتفع
كم وضيع رفع النحو وكم … من شريف قد رأيناه وضع
(٢) فتقول عند بعضهم: أية، أيان، أيتان، أيون، أيات.
(٣) أي: سواء أضيفت أم لم تضف، ذكر صدر صلتها أم حذف، وهذا مذهب الخليل ويونس والكوفيين. وإليه أشار الناظم بقوله:
وبعضهم أعرب مطلقا وفي … ذا الحذف "أيا" غير أي يقتفي*
أي: إن بعض النحاة أعرب "أيا" الموصولة، في كل الحالات. وغير "أي" يقتفي "أيا"، ويتبعها في جواز حذف صدر الصلة إن طالت الصلة.
* "وبعضهم" مبتدأ مضاف إليه "أعرب" الجملة خبر "مطلقا" حال من مفعول به لأعرب محذوف، أي: وبعضهم أعرب أيا مطلقا "في ذا" جار ومجرور متعلق بيقتفي "الحذف" بدل من اسم الإشارة "أيا" مفعول يقتفي "غير أي" مبتدأ ومضاف إليه "يقتفي" الجملة خبر.