للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرده قوله:

فسلم على أيهم أفضل (١)

ولا تضاف لنكرة، خلافا لابن عصفور (٢)، ولا يعمل فيها إلا مستقبل متقدم (٣)؛ نحو: ﴿لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ﴾. خلافًا للبصريين (٤).

(١) عجز بيت من المتقارب؛ لغسان بن وعلة، أحد الشعراء المخضرمين وصدره:

إذا ما لقيت بني مالك

اللغة والإعراب:

"ما" زائدة. "بنى مالك" مفعول لقيت، ومضاف إليه. "أيهم"؛ أي اسم موصول مبني على الضم، في محل جر بعلى؛ على رواية الرفع، وعلى رواية الجر معرب؛ مجرور بالكسرة الظاهرة، و"هم" مضاف إليه. "أفضل" خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هو أفضل والجملة لا محل لها، صلة الموصول.

المعنى: واضح.

الشاهد: في "أيهم" حيث بنيت على الضم في الرواية المشهورة؛ لأنها مضافة، حذف صدر صلتها. وهذا يدل على أنها موصولة؛ لأن غير الموصولة لا تبنى، ولا تصلح هنا.

(٢) قيل في سبب ذلك: إن الموصول مراد تعيينه، وإضافته إلى النكرة تقتضي إبهامه؛ فهنالك تدافع ظاهر. والحق جواز إضافتها للنكرة، ولكن إضافتها إلى المعرفة أقوى. وابن عصفور هو: أبو الحسن؛ على بن مؤمن بن عصفور، النحوي الحضرمي الأشبيلي، حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس. أخذ عن الدباح، وعن الشلوبين ولازمه مدة، ثم كانت بينهما منافرة ومقاطعة، وقد جال بالأندلس معلمًا، وأقبل عليه الطلاب، وكان أصبر الناس على المطالعة؛ لا يمل من ذلك، ولم يعد نفسه لغير النحو، ولم ينبغ في غيره. وله مؤلفات كثيرة؛ منها: "الممتع في التصريف". وكان أبو حيان لا يفارقه. وله شروح على "الجمل"، و"المقرب في النحو". وتوفي سنة ٦٦٩ هـ، وقد رثاه القاضي ناصر الدين بن المنير بقوله:

بدأ النحو علي وكذا … قل بحق ختم النحو علي

(٣) أما شرط الاستقبال؛ فلأن أي موضوعة لدلالة على الإبهام، وذلك يناسبه المضارع المستقبل الزمان؛ الذي لا يدري ما فيه. أما الماضي والحال فمعلومان. وأما تقديم العامل؛ فللفرق بينهما وبين "أي" الشرطية والاستفهامية؛ لأنه لا يعمل فيهما إلا متأخر؛ لصدارتهما.

(٤) فإنهم قالوا: لا يلزم استقبال عاملها ولا تقديمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>