للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

لا تركنن إلا الأمر الذي ركنت … أبناء يعصر حين اضطرها القدر (١)

وشذ قوله:

وأي الدهر ذو لم يحسدوني (٢)

أي: فيه.

(١) شاهد من البسيط، لكعب بن زهير بن أبي سلمى.

اللغة والإعراب:

لا تركنن: لا تميلن، من ركن إليه؛ مال وسكن. الأمر المراد به هنا: الفرار من القتال. يعصر: أبو قبيلة من باهلة. "لا" ناهية. "تركنن" مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم. "الذي" صفة للأمر. "أبناء" فاعل ركن. "يعصر" مضاف إليه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل، والجملة صلة. "حين" ظرف منصوب بركنت. "اضطرها القدر" الجملة في محل جر بإضافة حين.

المعنى: لا تجنح إلى الهزيمة، والفرار من القتال، وعدم الصمود أمام الأعداء؛ كما فعلت أبناء يعصر حين اضطرت إلى ذلك.

الشاهد: جر الموصوف بالموصول -وهو "الأمر"- بإلى، وهي متعلقة بتركنن، وجر العائد المحذوف لفظا ومعنى ومتعلقا، ولهذا ساغ الحذف، ولا يضر اختلاف الصيغتين.

هذا: ويمنع حذف العائد المجرور فيما يأتي:

أ- إذا كان الضمير محصورا؛ نحو: مررت بالذي ما مررت إلا به، أو إنما مررت به.

ب- إذا وقع المجرور مع الجار موقع النائب عن الفاعل؛ نحو: مررت بالذي مر به.

جـ- إذا أوقع حذفه في لبس؛ نحو: رغبت في الذي رغبت فيه؛ فإن حذف "فيه" يوقع في لبس أن يكون المراد: رغبت عنه.

د- إذا كان في الكلام ضميران لا يتعين أحدهما للربط؛ نحو: مررت بالذي مررت به في داره؛ فإن حذف "به" قد يغير المعنى المراد.

(٢) عجز بيت من الوافر، ينسب لحاتم الطائي، الجواد المشهور، وصدره:

ومن حسد يجور على قومي

=

<<  <  ج: ص:  >  >>