للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصلة.

وإما عارضة١: إما خاصة بالضرورة؛ كقوله:

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر٢

وقوله:

صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو٣


والجمهور على أنه علم جنس للزمان الحاضر، وتعريفه بالعلمية، وهو مبني على الفتح دائما. وقيل: إنه معرب منصوب، وقد يجر بمن قليلا، و"أل" فيه معرفة للعهد الحضوري، وليست زائدة.
١ أي: زائدة غير لازمة.
٢ عجز بيت من الكامل، أنشده ابن جني، واستشهد به أبو زيد في النوادر، ولم يذكر قائله وصدره:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا
اللغة والإعراب:
جنيتك: جنيت لك، حذف الجار توسعا فاتصل الضمير. أكمؤا: جمع كمء، ويجمع الكمء على كمأة، وهو نبات في البادية معروف، له ثمر كالقلقاس، يقال له: شحم الأرض. عساقلا: جمع عسقول، وهو الكبير الأبيض من الكمأة. بنات أوبر: علم على نوع من الكمأة، صغير رديء الطعم, له زعب لونه كالتراب. والإعراب واضح.
المعنى: لقد جنيت لك النوع الجيد من الكمأة, ونهيتك عن جني الرديء الخبيث منه.
الشاهد: في "بنات أوبر" حيث زيدت فيه "أل" للضرورة، وهو كما ذكر علم على نوع من الكمأة، والعلم لا تدخله أل.
٣ عجز بيت من الطويل، لرشيد بن شهاب اليشكري، يخاطب قيس بن مسعود اليشكري وصدره:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا
اللغة والإعراب:
وجوهنا: ذواتنا، أو عطماءنا وزعماءنا. صددت: أعرضت وابتعدت. طبت النفس: طابت نفسك ورضيت. "لما" ظرف بمعنى حين متعلق برأي. "أن" زائدة. "صددت" الجملة مفعول ثان لأرى. "النفس" تمييز. "عن عمرو" متعلق بطبت.
المعنى: يخاطب قيسا ويندد به، فيقول: لما رأيتنا ورأيت أكابرنا وعظماءنا، رضيت نفسك، وامتنعت عن الأخذ بثأر صديقك عمرو الذي قتلناه. وكان قوم الشاعر قد قتلوا عمرا، وهو صديق لقيس.
الشاهد: زيادة "أل" على النفس للضرورة، وهو تمييز واجب التنكير عند البصريين. أما الكوفيون فلا يوجبون تنكير التمييز، وعليه لا تكون "أل" زائدة؛ بل معرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>