أي: عليه؛ فحذف العائد المجرور مع انتفاء خفض الموصول في الأول، ومع اختلاف المتعلق في الثاني، وهما: صب، وعلقم.
= اللغة والإعراب:
من حسد: من للتعليل، والحسد: تمني زوال نعمة الغير. يجور على قومي: يظلمونني. "من حسد" متعلق بيجور. "علي" متعلق به. "قومي" فاعل يجور.
"وأي" استفهامية مبتدأ. "الدهر" مضاف إليه. "ذو" اسم موصول بمعنى الذي خبر. "أي" مبني على الواو في لغة طيئ. "لم يحسدوني" الجملة صلة، والعائد محذوف؛ أي: فيه.
المعنى: إن قومي يظلمونني، ويجاوزون حد الاعتدال معي؛ حسدا منهم علي وبغضا، وحسدهم هذا دائم متواصل، فأي وقت من الأوقات الذي لم يحسدوني فيه؟.
الشاهد: في ذو "لم يحسدوني"؛ حيث حذف العائد إلى الموصول من جملة الصلة؛ وهي "لم يحسدوني" والعائد مجرور بحرف جر محذوف أيضا، وهو مخالف لما جر به الموصول، وذلك شاذ. والذي سهل الحذف كون الموصوف بالموصول اسما مرادا به زمان، ولهذا قال بعضهم: إن الحذف في مثل ذلك قياسي.
(١) - عجز بيت من الطويل، لرجل من همدان لم يعين اسمه، وصدره:
وإن لساني شهدة يشتفى بها
اللغة والإعراب:
شهدة هي العسل ما دام في شمعه. عقلم: هو الحنظل، وكل شيء مر. "وهو" بتشديد الواو -للوزن- على لغة همدان، مبتدأ. "علقم" خبر "على من" جار ومجرور متعلق بعلقم؛ لأنه بمعنى مر، و"من" اسم موصول بمعنى الذي، وجملة "صبه الله" صلة والعائد محذوف مجرور بعلى متعلق بصب؛ أي: صبه الله عليه.
المعنى: إن لساني مثل الشهد والعسل، فيه شفاء للناس الذين أحبهم، وأثني عليهم، وهو مثل الحنظل في المرارة، على من سلطه الله عيه ممن أكره.
الشاهد: في "علي من صبه الله"؛ حيث حذف العائد المجرور بحرف جر محذوف، مع اختلاف المتعلقين؛ وهما: صب وعلقم. وهذا شاذ.