للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطائفة من غيركم، أو الموصوف (١)؛ كالحديث: "سوداء ولود خير من حسناء عقيم"؛ أي: امرأة سوداء.

أو عاملة عمل الفعل؛ كالحديث: "أمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة" (٢). ومن العاملة المضافة؛ كالحديث: "خمس صلوات كتبهن الله" (٣).

ويقاس على هذه المواضع ما أشبهها؛ نحو: قصدك غلامه رجل (٤)، وكم رجلًا في الدار، وقوله:

لولا اصطبار لأودى كل ذي مقة (٥)

(١) أي: أو حذف الموصوف وحده، وبقيت الصفة كما مثل المصنف.

(٢) الذي سوغ الابتداء بأمر ونهي، وهما نكرتان، عملهما في محل المجرور بعدهما؛ لأنهما مصدران، و"صدقة" خبر.

(٣) فالذي سوغ الابتداء بخمس، وهو نكرة عمله الجر في المضاف إليه وهو "صلوات"، والخبر جملة "كتبهن الله".

(٤) جملة "قصدك غلامه" من الفعل والفاعل والمفعول خبر مقدم، و"رجل" مبتدأ مؤخر، وسوغ جعله مبتدأ -وهو نكرة- تأخره. وتقدم الخبر وهو جملة مختصة؛ كالظرف والجار والمجرور والمختصين.

(٥) صدر بيت من البسيط، لم ينسب لقائل. وعجزه:

لما استقلت مطاياهن للظعن

اللغة والإعراب:

أودى فعل ماض لازم بمعنى هلك. مقة: محبة، وفعله: ومق يمق، بالكسر فيهما، والياء فيه عوض عن فاء الكلمة وهي الواو. استقلت: نهضت وهمت للسفر. مطاياهن: جمع مطية، والمراد بها هنا الإبل، وسميت بذلك؛ لأنه يركب مطاها؛ أي: ظهرها. والظعن: الارتحال. "لولا" حرف امتناع فيها معنى الشرط "اصطبار" مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا بعدها؛ أي: موجود "لأودى" اللام واقعة في جواب الشرط. "كل ذي مقة" فاعل أودى ومضاف إليه "لما" ظرف بمعنى حين. وإعراب الباقي واضح.

المعنى: لولا الصبر، وحمل النفس على عدم الجزع؛ لهلك كل محب عند تهيؤ أحبابه للسفر والرحيل، ومفارقتهم له.

الشاهد: وقوع "اصطبار" -وهو نكرة- وسوغ ذلك وقوعه بعد "لولا"، وهي تشبه "ما" النافية في الجملة؛ لأنها تقتضي انتفاء جوابها لانتفاء شرطها.

<<  <  ج: ص:  >  >>