ولو قلت: زيد وعمرو، وأردت الإخبار باقترانهما، جاز حذفه وذكره (١)؛ قال:
وكل امرئ والموت يلتقيان (٢)
وزعم الكوفيون والأخفش أن نحو: كل رجل وضيعته، مستغن عن تقدير الخبر؛ لأن معناه: مع ضيعته.
الرابعة: أن يكون المبتدأ: إما مصدرا عاملًا في اسم مفسر لضمير ذي حال لا يصح كونها خبرا عن المبتدأ المذكور؛ نحو: ضربي زيدًا قائمًا (٣)، أو مضافًا للمصدر المذكور؛
(١) أما جواز الحذف؛ فلأن السامع يفهم من اقتصارك على ذكر المتعاطفين، المصاحبة والاقتران، وأما الذكر، فلعدم التنصيص على المعية.
(٢) عجز بيت من الطويل؛ للفرزدق وصدره:
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى
اللغة والإعراب:
يشعب: يفرق؛ ويسمى الموت: شعوب؛ لأنه يفرق بين الناس. "كل" مبتدأ. "امرئ" مضاف إليه. "والموت" معطوف على كل. "يلتقيان" مضارع مرفوع بثبوت النون، والأف فاعل، والجملة خبر المبتدأ.
المعنى: تمنى خصومي لي الموت؛ الذي يفرق بين المرء وإخوانه، وما دروا أن هذا أمر لا مفر منه، وأن كل إنسان سيلتقي مع الموت.
الشاهد: ذكر الخبر وهو "يلتقيان" بعد الواو؛ لأنها للعطف وليست نصا في المصاحبة، ألا ترى أنك لو قلت: كل امرئ مع الموت؛ لم يكن صحيحًا.
(٣)"ضربى" مبتدأ، وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. "زيدا" مفعوله "قائما" حال من ضمير محذوف، يفسره زيد، والخبر محذوف وجوبا، ولا يصح أن تكون الحال المذكورة خبرا عن "ضربى"؛ لأن الخبر وصف للمبتدأ في المعنى؛ والضرب لا يوصف بالقيام.