يَعْبُدُونَ﴾، ﴿وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾ (١)، إلا خبر دام اتفاقًا (٢)، و"ليس" عند جمهور البصريين (٣)، قاسوها على عسى (٤)، واحتج المجيز بنحو قوله -تعالى: ﴿أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ﴾ (٥)، وأجيب بأن المعمول ظرف فيتسع فيه.
وإذا نفي الفعل بـ"ما"، جاز توسط الخبر بين النافي والمنفي مطلقًا (٦)؛ نحو: ما قائما كان زيد. ويمتنع التقديم على "ما" البصريين والفراء (٧).
(١)" إياكم" و"أنفسهم" معمولان لخبر كان وقد تقدما عليها، وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل عند كثير من النحاة.
(٢) فلا يجوز تقديمه عليها وعلى "ما"؛ لأن معمول صلة الحرف المصدري لا يتقدم عليه. ويجوز أن يتقدم الخبر على "دام" وحدها. فيتوسط بينها وبين "ما"؛ تقول: سأبقى في البيت ما مستمرة دامت الغارة.
(٣) حجتهم عدم الورود عن العرب، أو ضعفها بعدم التصرف. وقد اختار هذا ابن مالك.
(٤) فإن خبرها لا يتقدم عليها اتفاقًا، وهي مثلها في الجمود.
(٥) فإن "يوم" ظرف معمول لمصروفا الواقع خبرا لليس، وقد تقدم على ليس واسمها ضمير يعود على العذاب، ومصروفًا خبرها، وقد تقدم المعمول وهو يشعر غالبا بجواز تقدم العامل وهو الخبر. وقد أجاب المصنف على هذا. ويمكن أن يجاب بأن "يوم" معمول لمحذوف تقديره: يعرفون يوم يأتيهم، وجملة "ليس مصروفا" حال مؤكدة، أو أن "يوم" في محل رفع مبتدأ. وبني لإضافته إلى جملة، وجملة "ليس مصروفًا" خبر.
(٦) أي: سواء كان النفي شرطا؛ كزال وأخواتها، أم لا.
(٧) أي: لأنها عندهم مما يستحق التصدير، ومثل "ما": همزة الاستفهام، و"إن" النافية عند الرضي وغيره. وإلى بعض ما سبق يشير ابن مالك بقوله: