وأسقيه حتى كاد مما أبثه … تكلمني أحجاره وملاعبه (١)
=
فأنهض نهض الشارب الثمل
اللغة والإعراب:
يثقلني: يجهدني ويتعبني. أنهض: أقوم. الثمل: السكران الذي أضعف الشراب قواه. "جعلت" فعل ناقص. والتاء اسمها. "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط. "ما" زائدة. "قمت" فعل الشرط. "يثقلني" فعل مضارع، والنون للوقاية، والباء مفعول، والفاعل ضمير مستتر يعود على ثوبي، وهو متقدم رتبة، وإن تأخر في اللفظ "ثوبي" بدل اشتمال من التاء في جعلت، وأغنى عود الضمير إليه في يثقلني، عن عوده إلى المبدل منه؛ لأن البدل هو المقصود بالحكم، وجملة "يثقلني" في محل نصب خبر جعل المقدرة؛ لأن البدل على نية تكرار العامل؛ وهي جواب الشرط أيضا، وقد أغنى ذلك عن خبر "جعل" المذكورة؛ والتقدير: جعل ثوبي يثقلني.
المعنى: جعلت إذا قمت يجهدني. ويتعيني ثوبي الذي ألبسه؛ لما بي من ضعف، فأقوم بمشقة؛ كما يقوم السكران؛ الذي أخذ منه الشراب، وأضعف قواه.
الشاهد: في "جعلت يثقلني ثوبي"؛ حيث يدل ظاهره على أن المضارع الواقع خبرا لجعل؛ وهو "يثقلني" قد رفع اسما ظاهرا وهو "ثوبي"، مضافا إلى ضمير يعود إلى اسم جعل، وذلك غير مرضي عند النحاة، وقد علمت ما فيه، وذكره المصنف.
(١) بيت من الطويل، لذي الرمة، غيلان بن عقبة.
اللغة والإعراب:
أبثه: أظهر له بثي؛ والبث: شدة الحزن. ملاعبه: جمع ملعب؛ وهو مكان اللعب، والضمير عائد على ربع مية في قوله قبل:
وقفت على ربع لمية ناقتي … فما زلت أبكي حوله وأخاطبه
"أسقيه": مضارع فاعله أنا، والهاء مفعوله، عائدة على الربع. "حتى" حرف غاية. "كاد" فعل ناقص، واسمها يعود على الأحجار والملاعب. "مما" متعلق بتكلمني، و"ما" اسم موصول. "أبثه" الجملة صلة. "تكلمني" مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء مفعول، وفاعله يعود إلى أحجاره؛ الواقع بدلا من الضمير المستتر في "كاد". العائد إلى الربع؛ كما أوضحنا في سالفه، والأصل: كاد هو، أحجاره وملاعبه تكلمني.
المعنى: وقفت أسقي ربع مية بدموعي، أو أدعو له بالسقيا، وأظهر ما عندي من أسى وألم وحزن؛ حتى كادت أحجاره، وأماكن اللعب فيه تجيبني؛ إشفاقًا علي، ورحمة بي.
والشاهد: وقوع ما ظاهره أن خبر كاد -وهو "تكلمني"- قد رفع اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير الاسم؛ وهو "أحجاره"، وقد علمت ما فيه، وهو كسابقه.