للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثوبي وأحجاره بدلان من اسمي جعل وكاد. ويجوز في "عسى" خاصة أن ترفع السببي (١)؛ كقوله:

وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده (٢)

يروى بنصب "جهدَه" ورفعه.

(١) المقصود بالسببي: الاسم الظاهر المتصل بضمير يعود إلى اسمها.

(٢) صدر بيت من الطويل؛ للبرج التميمي، وليس للفرزدق، كما قيل، وعجزه:

إذا نحن جاوزنا حفير زياد

اللغة والإعراب:

جهده؛ الجهد: الطاقة والوسع. حفير زياد: موضع بين الشام والعراق، على خمس ليال من البصرة. وزياد: هو ابن أبي سفيان أخو معاوية، وكان واليا على العراق. "ماذا" اسم استفهام مبتدأ، أو "ما" مبتدأ، و"ذا" اسم موصول خبر، وجملة "عسى" صلة؛ على معنى: ما الذي يقال فيه عسى؟ لأن الإنشاء لا يقع صلة، كما تقدم في موضعه "عسى" فعل ناقص. "الحجاج" اسمها. "يبلغ جهده" فعل وفاعل، والجملة خبر عسى. "إذا" ظرف للمستقبل، متعلق بيبلغ.

المعنى: كان الحجاج قد طلب إلى الشاعر الانضمام إلى جيش المهلب بن أبي صفرة؛ لقتال الأزارقة؛ فأبى وهرب، وقال قصيدة منها هذا البيت؛ ومعناه: ما الذي يرجو الحجاج أن يناله منا، إذا نحن جاوزنا هذا الموضع، وأصبحنا في أمن من اللحاق بنا؟ والاستفهام إنكاري؛ أي: إنه لا يرجى له شيء مما يريد.

الشاهد: رفع المضارع الواقع خبرا لعسى -وهو "يبلغ"- اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير عائد على اسم عسى؛ وهو "جهده"، وهذا سائغ في "عسى" دون أخواتها على رأي الجمهور، وإن خالف في ذلك بعضهم، وسوى بين "عسى" وغيرها. وروى "جهده" بالنصب على أنه مفعول "يبلغ" والفاعل يعود على الحجاج؛ ولا شاهد فيه حينئذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>