للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أن يكون مضارعا (١). وشذ في "جعل" قول ابن عباس : "فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا" (٢).

الثالث: أن يكون مقرونًا بأن (٣) إن كان الفعل حرى، أو اخلولق؛ نحو: حرى زيد أن يأتي، واخلولقت السماء أن تمطر.

وأن يكون مجردا منها إن كان الفعل دالًا على الشروع (٤)؛ نحو: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ﴾ (٥)

(١) أي: في اللفظ والإعراب، ولكن معناه ماض قريب من الحال في الزمن، مثل كاد وأخواتها.

(٢) قال ذلك مبينا حال الناس، عند إعلان الرسول الدعوة. و"جعل" فعل ناقص. "الرجل" اسمها. "إذا" ظرف لأرسل، وجملة "أرسل رسولا" خبر. وفيه الشاهد؛ حيث وقع خبرا لجعل، وهو ماض، وذلك شاذ.

(٣) أي: المصدرية الناصبة وجوبًا؛ وذلك للإشعار بأنها للرجاء في المستقبل، ويكون المصدر المنسبك منها ومما بعدها خبر للناسخ، وفيه الإخبار بالمعنى عن الجثة، وهو ممنوع كما تقدم في موضعه؛ فإما أن يقصد المبالغة، أو يقدر مضاف قبل أو بعد الناسخ؛ ففي مثل عسى محمد أن يقوم؛ يقدر: عسى محمد صاحب قيام، أو عسى حال محمد قيامه، أو يقال: إنه يغتفر في هذا الباب الإخبار بالمعنى عن الجثة.

(٤) لأن الشروع في الفعل والأخذ فيه، ينافيان الاستقبال الذي تفيده "أن".

(٥) "طفق" فعل ناقص والألف اسمها. "يخصفان" مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف فاعل، والجملة خبر طفق. ومعنى يخصفان: يلصقان ويطبقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>