والصواب: أن الذي في البيت الأول "كابد" بالباء الموحدة؛ من المكابدة والعمل، وهو اسم غير جار على الفعل (٢)، وبهذا جزم يعقوب (٣) في شرح ديوان كثير. وأن "كارب" في البيت الثاني اسم فاعل كرب التامة (٤) في نحو قولهم: "كرب
= المتكلم في ياء التصغير. "أباك" اسم إن منصوب بالألف؛ لأنه من الأسماء الستة. "كارب يومه" خبر إن ومضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى ظرفه، واسمها مستتر تقديره هو، والخبر محذوف؛ أي: كارب هو في يومه يموت.
المعنى: يقول لابنه: اعلم يا بني أن أباك قريب يوم وفاته وانتهاء أجله؛ فإذا دعيت إلى فعل المكرمات وعمل البر، فأسرع بذلك ولا تتأخر.
الشاهد: استعمال اسم فاعل من كرب الناقصة على قول. ورده المصنف بأنه من كرب التامة.
(١) صدر بيت من الوافر، لكثير عزة، يشبب بغاضرة جارية. "أم البنين" أخت عمر بن عبد العزيز وعجزه:
وتعدو دون غاضرة العوادي
اللغة والإعراب:
تعدو تعوق وتمنع. العوادي: عوائق الدهر وغوائله؛ جمع عادية. "موشك" خبر إن وهو اسم فاعل من أوشك، واسمها تقديره أنت. "ألا" أن مصدرية ولا نافية. "تراها" فعل ومفعول والفاعل أنت، والجملة خبر موشك. "العوادي" فاعل تعدو.
المعنى: إن القريب إلى العقل والغالب أنك لا ترى غاضرة، وأن تحول دون رؤيتها موانع وعوائق، لا تستطيع التغلب عليها.
الشاهد: مجيء اسم الفاعل من "أوشك" الناقصة وعمله عملها، وقد اقترن الخبر بأن المصدرية كذلك.
(٢) أي: هو اسم فاعل غير جار على فعله؛ لأن فعله "كابد"، فقياس اسم فاعله "مكابد".
(٣) هو أبو يوسف يعقوب بن السكيت، انظر صفحة ٢٤٠.
(٤) وعليه فلا يحتاج إلى اسم وخبر، بل إلى فاعل فحسب، وفاعله هو "يومه"، ويكون من إضافة اسم الفاعل لفاعله، والأصل: كارب يومه، برفع يوم.