للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يقمن (١).

وتقول على تقدير الخلو من الضمير: عسى في الجميع (٢)، وهو الأفصح. قال الله -تعالى: ﴿لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾.

والثاني: أنه إذا ولي إحداهن "أن والفعل" وتأخر عنها اسم؛ هو المسند إليه في المعنى؛ نحو: عسى أن يقوم زيد. جاز في ذلك الفعل: أن يقدر خاليا من الضمير؛ فيكون مسندا إلى ذلك الاسم، وعسى مسندة إلى "أن والفعل" مستغنى بهما عن الخبر (٣).

وأن يقدر متحملًا لضمير ذلك الاسم؛ فيكون الاسم مرفوعا بعسى، وتكون "أن والفعل" في موضع نصب على الخبرية (٤)، ومنع الشلوبين (٥) هذا الوجه لضعف هذه

(١) أي: إن الضمير الواقع اسما لعسى؛ بما أنه عائد على المبتدأ، يجب أن يطابقه في الإفراد والتذكير وفروعهما، وكذلك مرفوع المضارع بعد "أن".

(٢) لأن "عسى" تامة، وفاعلها هو المصدر المكون من "أن والفعل" بعدها، وليس فيها ضمير يعود على ما قبلها، والفعل يلزم الإفراد، وإن كان مرفوعه غير ذلك.

(٣) فـ"عسى" فعل تام، وفاعله هو المصدر المؤول من "أن والفعل"، ومرفوعه المستتر، والجملة خبر مقدم، و"زيد" مبتدأ مؤخر. أو "عسى" فعل تام، وفاعلها "أن والفعل" مع مرفوعه الظاهر؛ وهو زيد.

(٤) فتكون "عسى" فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مستتر، يعود على "زيد"؛ الواقع مبتدأ؛ وهو وإن تأخر لفظًا، إلا أنه متقدم رتبة. والمصدر المؤول من "أن والفعل" مع المرفوع المستتر، خبر "عسى"، والجملة من "عسى" ومعموليها خبر المبتدأ المتأخر. أو "عسى" فعل ناقص، والمصدر المؤول من "أن والفعل"، وفاعله المستتر، خبر مقدم، و"زيد" اسمها مؤخر.

(٥) هو الأستاذ: أبو علي؛ عمر بن محمد الإشبيلي الأزدي، المعروف بالشلوبين؛ ومعناه بلغة الأندلس: الأبيض الأشقر. كان إمام عصره في العربية، وآخر أئمة هذا النوع بالمشرق والمغرب، عارفا بنقد الشعر، بارعا في التعليم. أخذ عن ابن ملكون وغيره، وأقرأ نحو ستين سنة؛ حتى علا صيته، واشتهر ذكره، وانتفع به أكثر أهل الأندلس. وله تعليق في كتاب سيبويه، وكتاب آخر في النحو؛ سماه "التوطئة". وتوفي في صفر، سنة ٦٤٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>