للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفعال عن توسط الخبر. وأجازه المبرد (١) والسيرافي (٢) والفارسي.

(١) هو أبو العباس المبرد؛ محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري، إمام العربية ببغداد في زمنه، أخذ عن المازني والجرمي، وقرأ عليهما كتاب سيبويه. وروى عنه: إسماعيل الصفار، ونفطويه، والصولي. وكان فصيحا بليغا مفوها، غزير العلم، حسن المحاضرة، صاحب نوادر وطرافة، مع كرم عشيرة، وجودة خط. وقيل في سبب تلقيبه بالمبرد؛ أن المازني حين صنف كتابه "الألف والام" سأل المبرد عن دقيقه وعويصه؛ فأجابه بأحسن جواب، فقال له: قم فأنت المبرد؛ أي: المثبت للحق. فحرفه الكوفيون "بفتح الراء، وقال فيه نفطويه: "ما رأيت أحفظ للأخبار -بغير أسانيد- من المبرد. وكانت بينه وبين ثعلب منافرة شديدة، وأكثر أهل العلم يفضلونه على ثعلب. وقيل فيهما:

أيا طالب العلم لا تجهلن … وعذ بالمبرد أو ثعلب

تجد عند هذين علم الورى … فلا تك كالجمل الأجرب

علوم الخلائق مقرونة … بهذين في الشرق والمغرب

وللمبرد مؤلفات كثيرة؛ منها: "الكامل" في الأدب؛ وهو أشهر كتهب. "والمقتضب" في النحو، من ستة أجزاء مخطوطة بدار الكتب. وشرح شواهد هذا الكتاب، ومات سنة ٢٨٦ هـ، في خلافة المعتضد بالله، ودفن بالكوفة.

(٢) هو أبو سعيد؛ الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضي، المعروف بالسيرافي النحوي، نسبة إلى "سيراف"؛ مدينة بفارس. كان أبوه مجوسيا؛ اسمه "بهزاد" فسماه أبو سعيد "عبد الله" وكان إماما في النحو والفقه واللغة والشعر، وكثير من العلوم. وقد أخذ النحو عن ابن السراج، وأصبح من أعلم الناس بنحو البصريين. وكان دينا ورعا زاهدًا؛ صام أكثر من أربعين سنة، حسن الخط، لا يأكل إلا من كسب يده، شرح كتاب سيبويه، شرحا لم يسبق إلى مثله، وحسده عليه أبو علي الفارسي، وغيره من معاصريه.

وهجاه أبو الفرج الأصفهاني -صاحب الأغاني- لمناقشة حدثت بينهما. وتوفي السيرافي في رجب سنة ٣٦٨ هـ، ودفن ببغداد في خلافة الطائع بالله.

ويتبين مما تقدم: أن في "عسى" و"اخلولق" و"أوشك" ثلاث حالات: وجوب النقص، ووجوب الإتمام، وجواز الأمرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>