للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر أثر الاحتمالين أيضًا في التأنيث والتثنية والجمع؛ فتقول على وجه الإضمار: عسى أن يقوما أخواك (١)، وعسى أن يقوموا إخوتك، وعسى أن يقمن نسوتك، وعسى أن تطلع الشمس بالتأنيث لا غير (٢)، وعلى الوجه الآخر (٣): تُوَحِّد "يقوم" (٤) وتؤنث "تطلع" أو تذكره (٥).

مسألة في كسر السين وفتحها في "عسى":

يجوز كسر سين "عسى" خلافًا لأبي عبيدة (٦)

(١) " أخواك" اسم عسى مؤخر، و"أن يقوما" في موضع نصب خبرها مقدم، وكذا يقال فيما بعده.

(٢) فـ"الشمس" اسم عسى، و"أن تطلع" خبرها، وإنما وجب التأنيث؛ لأن الفعل إذا أسند لضمير المؤنث -ولو كان مجازي التأنيث- وجب تأنيثه.

(٣) وهو عدم الإضمار في الفعل.

(٤) لأنه مسند إلى الظاهر، والأفصح فيه الإفراد مطلقًا؛ كما سيأتي في بابه.

(٥) لأنه مسند إلى ظاهر مجازي التأنيث، وسيأتي أنه يجوز فيه التذكير والتأنيث.

(٦) فإنه يمنع الكسر. وأبو عبيدة: هو معمر بن المثنى، اللغوي البصري، مولى بني تيم "تيم قريش"؛ رهط أبي بكر الصديق. كان جده يهوديا من فارس، وكان خارجيا، قال فيه الجاحظ: "لم يكن في الأرض خارجي، ولا جماعي أبصر بجميع العلوم منه". أول من صنف في غريب الحديث. أخذ عن يونس وأبي عمرو بن العلاء، وعنه أخذ أبو حاتم والمازني. وكان أجمع الناس للعلم، وأكثرهم رواية؛ قيل: كان أعلم من الأنصاري، وأبي زيد بأنساب العرب وأيامها. وكان أبو نواس يمدحه، ويذم الأصمعي. سئل عن الأصمعي فقال: "بلبل في قفص" وعن أبي عبيدة؛ فقال: "أديم طوى على علم"؛ ذلك لأن الأصمعي كان حسن الإنشاد، وزخرفة الكلام، وأبو عبيدة بضد ذلك. وكان مع علمه، ربما يكسر البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرآن. وله تصانيف كثيرة تقارب المائتين؛ منها:

"النقائض بين جرير والفرزدق"، في ثلاثة مجلدات، و"أيام العرب، والمجاز في غريب القرآن"، و"الأمثال في غريب الحديث" … إلخ. وتوفي سنة ٢١٣ هـ، وقد قارب المائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>