للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس ذلك مطلقًا (١) خلافًا للفارسي؛ بل يتقيد بأن تسند إلى التاء، أو النون، أو "نا"؛ نحو: ﴿هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ﴾، ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾. قرأهما نافع (٢) بالكسر، وغيره بالفتح، وهو المختار.

(١) أي: إن جواز الفتح والكسر ليس مطلقا؛ سواء أسندت إلى ظاهر أو مضمر؛ بل ذلك مقيد بما إذا أسندت لضمير رفع لمتكلم أو مخاطب، والفتح أشهر. وفي هذا يقول الناظم:

والفتح والكسر أجز في السين من … نحو "عسيت" وانتقا الفتح زكن*

أي: إن الفتح والكسر جائزان في مثل: "عسيت"، كما بينا. وعلم عن العرب اختيار الفتح، وأنه أفضل من الكسر.

(٢) هو أبو الحسن؛ نافع بن عبد الرحمن المدني، أحد أصحاب القراءات السبع، وأصله من أصبهان. كان إمام الناس في القراءة بالمدينة، وانتهت إليه رياسة الإقراء بها. قيل: إنه قرأ على سبعين من التابعين، وأجمع الناس عليه بعدهم. وتوفي سنة ١٦٩ هـ.

تنبيه: يجوز حذف خبر هذه الأفعال؛ إن علم، وهو كثير في خبر. "كاد" قليل في خبر "كان"؛ نحو: من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد.

فائدتان:

أ- يتعين في مثل: عسى أن يكرم محمد الضيف، أن تكون "عسى" تامة، و"محمد" فاعلًا لها. ولا يجوز أن يعرب محمد مبتدأ مؤخرًا، ولا اسمًا لعسى على أنها ناقصة، و"أن يكرم" خبرها مقدمًا؛ لئلا يلزم الفصل بين أجزاء صلة "أن" بأجنبي؛ وهو "محمد". ومثل هذا يقال في إعراب كلمة "ربك" في قوله تعالى: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ و"مقاما" ظرف.

ب- اختلف فيما يتصل بعسى من الضمائر: الكاف، والهاء، والياء؛ فذهب سيبويه إلى =


* "والفتح" مفعول مقدم لأجز. "والكسر" معطوف عليه. "في السين" متعلق بأجز. "من نحو" متعلق بمحذوف حال من السين "عسيت" مضاف إليه مقصود لفظه. "وانتفا" مبتدأ. "الفتح" مضاف إليه "ركن" -أي: اعلم- ماض
مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود على انتفا، والجملة خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>