للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالكسر على معنى: فإذا هو عبد القفا والفتح على معنى: فإذا العبودية أي: حاصلة؛ كما تقول: خرجت فإذا الأسد (١).

الثالث: أن تقع في موضع التعليل؛ نحو: ﴿إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾، قرأ نافع والكسائي بالفتح على تقدير لام العلة (٢).

والباقون بالكسر على أنه تعليل مستأنف (٣)؛ مثل: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ

= اللغة والإعراب:

أرى -بضم الهمزة غالبًا- معناها أظن يتعدى إلى مفعولين. القفا: مؤخر العنق. اللهازم: جمع لهزمة، وهي طرف الحلقوم الأعلى، وقيل: عظم ناتئ تحت الأذن. "أرى" فعل مضارع على صورة المبني للمجهول والفاعل أنا، والجملة خبر كنت. "زيدا" مفعول أول لأرى. "كما" الكاف جارة، و"ما" مصدرية أو موصولة في محل جر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمفعول مطلق لأرى. "قيل" ماض للمجهول ونائب الفاعل يعود على ما، والجملة صلة. "سيدا" مفعول ثان لأرى، وما بين المفعولين اعتراض؛ أي: وكنت أظن زيدا سيدا ظنا موافقا للذي قيل. "إذا" حرف للمفاجأة. إنه عبد القفا إن واسمها وخبرها ومضاف إليه. "واللهازم" معطوف على القفا.

المعنى: كنت أظن زيدا سيدا محترما كقول الناس فيه، فتبين أنه عبد ذليل حقير، يصفع على قفاه ويلكز على لهازمه كالعبيد.

الشاهد: في قوله: "إذا أنه" حيث يجوز فتح الهمزة وكسرها. وقد بين المصنف توجيه ذلك؛ فالفتح على تقديرها مع معموليها بالمفرد، والكسر على تقديرها جملة وهي في ابتدائها. وقيل: إن "إذا" ظرف مكان أو خبر مقدم، وأن ومعمولاها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، والتقدير: ففي الحضرة، أو ففي الوقت الحاضر، عبوديته.

(١) أي: حاضر.

(٢) أي: لأنه هو البر الرحيم؛ وذلك لأن حرف الجر إذا دخل على "إن" لفظا أو تقديرا، فتحت همزتها.

(٣) أي: قرأ الباقون من السبعة بالكسر على أنه تعليل مستأنف، فهو في المعنى جواب لسؤال مقدر، يؤخذ من الكلام السابق؛ كأنه قيل لهم: لم تدعونه؟ فقالوا: إنه هو البر الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>