للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي نحفظه أن الأخفش وهشاما (١) أجازاها على إضمار قد.

الثاني: معمول الخبر: وذلك بثلاثة شروط أيضًا (٢):

(١) هو أبو عبد الله؛ هشام بن معاوية الضرير النحوي الكوفي، أحد أعيان أصحاب الكسائي، صنف كتاب مختصر النحو، والحدود، والقياس. وتوفي سنة ٢٠٩ هـ. وفي جواز دخول اللام على خبر إن، وشروط ذلك يقول الناظم:

وبعد ذات الكسر تصحب الخبر … لام ابتداء نحو إني لوزر

ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا … ولا من الأفعال ما كرضيا

وقد يليها مع "قد" كـ"إن ذا … لقد سما على العدا مستحوذا"*

أي: بعد صاحبة الكسر -وهي "إن" المكسورة الهمزة- تصحب خبرها لام الابتداء، ولا يقع بعد هذه اللام الخبر المنفي، سواء كان جملة فعلية إلا المضارعية، أم اسمية، وكذلك لا يليها الخبر إذا كان جملة فعلية فعلها ماض مثل "رضي"؛ في أنه ماض مثبت متصرف غير مقرون بقد، فإن قرر بقد جاز أن يليها؛ مثل: إن ذا لقد سما على العدا مستحوذا؛ أي: مستوليا على ما يريد.

(٢) يزاد عليها: ألا يكون الخبر مشتملًا عليها، فلا يجوز: إن محمدا لمذلة ليأبى، على الصحيح.


* "بعد" ظرف متعلق بتصحب. "ذات الكسر" مضاف إليه. "الخبر" مفعول تصحب. "لام" فاعل به" ابتداء" مضاف إليه. "نحو" خبر لمبتدأ محذوف. "إني" إن واسمها. "لوزر" اللام للابتداء مؤكدة لإن. "وزر" أي: ملجأ، خبر إن. "ولا" نافية. "يلي" فعل مضارع. "ذي" اسم إشارة مفعوله مقدم. "اللام" بدل أو عطف بيان من ذي. "ما" اسم موصول فاعله مؤخر. "قد" للتحقيق. "نفيا" فعل ماض للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل يعود إلى ما، والجملة صلة ما لا محل لها. "ولا" الواو عاطفة، ولا نافية. "من الأفعال" متعلق بمحذوف حال من "ما" بعده، "ما" اسم موصول معطوف على ما الأولى. "كرضيا" جار ومجرور مقصود لفظه، متعلق بمحذوف صلة ما. "وقد" حرف تقليل. "يلي" فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الفعل الذي كرضي، و"ها" مفعوله عائدة إلى اللام. "مع" ظرف متعلق بمحذوف حال من فاعل يلي. "قد" مضاف إليه مقصود لفظه. "كإن" الكاف جارة لقول محذوف. "إن" حرف توكيد ونصب. "ذا" اسم إشارة إن. "لقد" اللام للتأكيد "قد" للتحقيق. "سما" فعل ماض والفاعل هو، والجملة خبر إن. "على العدا" متعلق بسما. "مستحوذا" أي: مستوليا، حال من فاعل سما.

<<  <  ج: ص:  >  >>