للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث تنوين المقابلة: وهو اللاحق لنحو "مسلمات" (١)، جعلوه في مقابلة النون في نحو "مسلمين" (٢).

الرابع تنوين التعويض (٣): وهو اللاحق لنحو: "غواش وجوار" (٤)؛ عوضًا عن الباء (٥).

(١) أي: من جمع المؤنث السالم والملحق به.

(٢) المقصود: جمع المذكر السالم والملحق به. وإيضاح ذلك كما يقول النحاة: أن التنوين في المفرد قد اختفى وحلت محله النون في آخر جمع المذكر: للدلالة على تمام الاسم. ولما كان جمع المؤنث جمع سلامة كجمع المذكر جعل التنوين فيه في مقابلة النون في جمع المذكر؛ لأنه أيضًا علامة على تمام الاسم، والذي يدل على أنه لتمام الاسم ليس غير؛ أنه ليس بتمكن.

(٣) ويسمى أيضًا تنوين العوض.

(٤) أي: من كل جمع تصحيح معتل الآخر على وزن "فواعل". وغوامش؛ جمع غاشية. وهي يوم القيامة، والغطاء. وغاشية الرجل: من يغشاه من زواره وأصدقائه. وجوار: جمع جارية، وهي السفينة والفتية من النساء.

(٥) أي: المحذوفة عند جمع الكلمة جمع تكسير، فالتنوين هنا عوض عن حرف. وأصل جوار: جواري، على الصحيح من أن الصرف مقدم على الإعلال "أي: إن التنوين سابق على الحذف والتعويض"، حذفت الضمة لثقلها على الياء، فالتقى ساكنان: الياء والتنوين الذي تدل عليه الضمة الثانية، فحذفت الياء للتخلص من الساكنين، ثم التنوين لصيغة منتهى الجموع تقديرًا؛ لأن المحذوفة لعلة كالثابت، فصار "جوار" بغير تنوين، فخيف رجوع الياء فجيء بتنوين آخر عوضًا عنها، وقيل: إن منع الصرف مقدم على الإعلال "أي: إن الكلمة كانت غير منونة، ثم جاء الحذف والتعويض" فأصلها: جواري بدون تنوين؛ لأنها ممنوعة من الصرف لصيغة منتهى الجموع، حذفت الضمة للثقل فصارت جواري، ثم حذفت الياء تخفيفًا، وجيء بالتنوين عوضًا عنها؛ لأنها حرف أصلي لا يحذف من غير تعويض. ويقال عند الإعراب في حالتي الرفع والجر: مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة، ومجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة فوق الياء المحذوفة. والتنوين في الحالتين عوض عن الياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>