للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل: ينجلي الفعل بأربع علامات]

إحداها: تاء الفاعل ١؛ متكلمًا كان: كقمت، أو مخاطبًا نحو: تباركت.

الثاني: تاء التأنيث الساكنة ٢؛ كقامت وقعدت، أما المتحركة فتختص بالاسم؛ كقائمة٣. وبهاتين العلامتين رد على من زعم حرفية "ليس" و"عسى"٤.

وبالعلامة الثانية على من زعم اسمية "نعم" و"بئس"٥.


١ أي: تاء الضمير الذي يقع فاعلًا في المعنى للفعل قبله.
٢ أي: في الأصل، فلا يضر تحركها لعارض، نحو: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ، {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} .
٣ أي: مما حركته حركة إعراب، أما المتحركة بحركة بناء، فتدخل على الحروف؛ نحو: لات ربت، ثمت. وتكون في الاسم نحو: لا قوة إلا بالله.
٤ يرى الفارسي ومن تبعه من البصريين: أن "ليس" حرف؛ لدلالتها على النفي، قياسًا على "ما" النافية. وذهب الكوفيون إلى أن "عسى" حرف: لدلالتها على الترجي, قياسًا على لعل. ويقول الفريقان: إن لحاق التاء لهما لشبههما بالفعل، في كونهما على ثلاثة أحرف. وفي المعنى، والصحيح أنهما فعلان؛ بدليل قبولهما تاء التأنيث وتاء الفاعل.
٥ الزاعم هو الفراء من الكوفيين وحجته: دخول حرف الجر عليهما في بعض التراكيب, ومن ذلك قول بعض العرب وقد بشر بمولود أنثى: "والله ما هي بنعم الولد"، وقد سار إلى محبوبته على حمار بطيء السير "نعم السير على بئس العير". وتأولها المانعون على حذف موصوف وصفته، ودخول الجار على معمول الصفة وهو اسم؛ أي: بولد مقول فيه نعم الولد، وعلى عير مقول فيه بئس العير. وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في باب "نعم وبئس".

<<  <  ج: ص:  >  >>