للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وندر الإعمال في "إنما"، وهل يمتنع قياس ذلك في البواقي مطلقا (١)؟ أو يسوغ مطلقًا (٢)؟ أو في لعل فقط (٣)؟ أو فيها، وفي كأن؟ أقوال.

فصل: يعطف على أسماء هذه الحروف بالنصب؛ قبل مجيء الخبر، وبعده؛

= على إهمال ليت، وفي محل نصب اسمها على إعمالها. "الحمام" بدل من اسم الإشارة، وهو بالرفع على الإهمال، وبالنصب على الإعمال. "لنا" خبر المبتدأ، أو خبر ليت على الوجهين. "إلى حمامتنا" متعلق بمحذوف حال. "أو نصفه" معطوف على الحمام بالرفع أو النصب أيضا. "أو" بمعنى الواو. "فقد" الفاء فاء الفصيحة، و"قد" اسم بمعنى كاف خبر لمبتدأ محذوف، وجملة المبتدأ والخبر جواب شرط محذوف؛ أي: إن تم ذلك فهو كاف.

المعنى: قالت زرقاء -وقد مر بها سرب من الحمام: ليت هذا الحمام لنا مضموما إلى حمامتنا ونصف هذا العدد فيكم لنا مائة. ولفظ مقولها:

ليت الحمام ليه … إلى حمامتيه

أو نصفه قديه … تم الحمام ميه

ثم وقع الحمام في شبكة صائد، فعد فإذا هو ٦٦، فإذا أضيف نصفه على حمامتها كان مائة كما قالت.

الشاهد: في "الحمام" فقد روي بالنصب على إعمال ليت، وبالرفع على إهمالها.

(١) أي: يمتنع قياس المسموع في بقية أخوات "إن" الأربعة؛ وهي: "أن، وكأن، ولعل، ولكن. وهذا مذهب سيبويه والأخفش. ويجب الوقوف عند المسموع.

(٢) هذا رأي الزجاج والزمخشري وابن مالك؛ لأنه لا فرق بين الأخوات.

(٣) أي: يجوز القياس فيها لا غير؛ لأنها أقرب إلى ليت، وكذلك "كأن" قريبة من ليت". وقد أشار الناظم إلى هذا الفصل بقوله:

ووصل "ما" بذي الحروف مبطل … إعمالها وقد يبقى العمل*

أي: إن اتصال "ما" الزائدة بهذه الحروف الناسخة يبطل عملها فقط دون معناها، وقد يبقى العمل في "ليت" وحدها، مع بقاء اختصاصها بالجمل الاسمية كما بينا.


* "ووصل" مبتدأ. "ما" مضاف إليه قصد لفظه. "بذي" متعلق بوصل. "الحروف" بدل أو عطف بيان من ذي. "مبطل" خبر المبتدأ، وهو اسم فاعل وفاعله مستتر فيه. "إعمالها" مفعول ومضاف إليه. "وقد" حرف تقليل. "يبقى" مضارع مبني للمجهول. "العمل" نائب فاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>