إن الربيع الجود والخريفا … يدا أبي العباس والصيوفا (١)
ويعطف بالرفع بشرطين: استكمال الخبر (٢)، وكون العامل:"أن، أو إن، أو لكن"(٣)؛ نحو: ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ (٤).
(١) بيت من الرجز، لرؤبة بن العجاج، يمدح أبا العباس السفاح، أول خلفاء بني العباس بكثرة الكرم والجود.
اللغة والإعراب:
الجود: المطر الغزير. الصيوف: جمع صيف، وهو أحد فصول السنة الأربعة، ويريد بالربيع والخريف والصيوف: أمطارها. "الربيع" اسم إن. "الجود" صفة للربيع. "والخريفا" معطوف على الربيع. "يدا أبي العباس" يدا: خبر إن، وما بعده مضاف إليه. "والصيوفا" معطوف على الربيع.
المعنى: إن مطر الربيع الغزير، وأمطار الخريف والصيف، تشبه يدي أبي العباس في كثرة الخبر والنفع للعباد. وحق التشبيه: أن يشبه الشاعر يدي أبي العباس بالأمطار في هذه الفصول، ولكنه عكس التشبيه للمبالغة.
الشاهد: عطف "الخريف" بالنصب على "الربيع" الذي هو اسم "إن" قبل مجيء الخبر؛ وهو "يدا أبي العباس"، وعطف "الصيوف" عليه بعد مجيئه.
(٢) لأنه يلزم على العطف قبل الاستكمال العطف قبل تمام المعطوف عليه، أو تقديم المعطوف كما سيأتي.
(٣) قيل في سبب الاقتصار على هذه الأدوات: إن معنى الابتدائية باق معها، أما "ليت، ولعل، وكأن"، فالكلام قبلها للإخبار، وبعدها للتمني أو الترجي أو التشبيه، وهي تغير معنى الجملة من الخبر إلى الإنشاء؛ فلا يجوز معها في المعطوف إلا النصب، سواء بعد استكمالها الخبر أم قبل الاستكمال؛ لأنه يلزم العطف على الرفع عطف الخبر على الإنشاء.
(٤)"رسوله" مرفوع بعد استكمال الخبر وهو "بريء": إما على العطف على محل الاسم، وهو لفظ الجلالة، باعتبار أصله قبل الناسخ، ويكون من عطف مفرد على مفرد، أو على أنه مبتدأ حذف خبره ويكون من عطف الجمل، أو معطوف على الضمير المستتر في الخبر.