للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وإلا فاعلموا أنا وأنتم … بغاة. . . . . . . . . . . (١)

ولكن اشترط الفراء -إذا لم يتقدم الخبر- خفاء إعراب الاسم (٢)،

= المدينة في عهد سيدنا عثمان، وصدره:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

اللغة والإعراب:

رحله: المراد هنا بالرحل، مسكن الرجل وما يستصحبه من الأثاث. قيار: اسم جمل الشاعر أو فرسه. "من" شرطية جازمة. "يك" فعل الشرط مجزوم على النون المحذوفة للتخفيف، والجواب محذوف يدل عليه قوله "فإني"؛ أي: فليمس.

"فإني" الفاء، للتعليل وإن واسمها. "وقيار" معطوف قبل استكمال الخبر؛ وهو "لغريب" واللام فيه للابتداء.

المعنى: من يك منزله وأثاثه بالمدينة فليمس بها، أما أنا فلا؛ لأني وجملي -أو فرسي- غريب بها، فسترحل عنها.

الشاهد: عطف "قيار" بالرفع على محل ياء المتكلم الواقع اسما لإن، قبل مجيء الخبر، وهو "لغريب" على رأي الكسائي والفراء ومن تبعهما.

(١) هذا جزء من بيت من الوافر، لبشر بن أبي خازم. وتمامه:

ما بقينا في شقاق

اللغة والإعراب:

بغاة: جمع باغ، وهو اسم فاعل من البغي، وهو الظلم ومجاوزة الحد. شقاق: عداء ونزاع. "وإلا" إن: شرطية و"لا" نافية وفعل الشرط محذوف؛ أي: إن لم يكن سلم وصلح. "فاعلموا" الفاء واقعة في جواب الشرط. "أنا" أن واسمها. "وأنتم" معطوفة بالرفع قبل مجيء الخبر؛ وهو "بغاة". "ما" مصدرية ظرفية.

المعنى: إن لم يرأب الصدع بيننا، ويحل الوئام محل الخصام، فاعلموا أننا وأنتم شركاء في الظلم، ما دمنا في نزاع وخصام وعداء.

الشاهد: عطف "وأنتم"؛ الضمير المرفوع على محل اسم إن وهو "نا" ضمير المتكلم، قبل مجيء الخبر وهو "بغاة" على رأي الكسائي والفراء.

(٢) بأن يكون مبنيا، أو مقصورا، أو مضافا للياء؛ ومثل ذلك ما إذا خفي إعراب المعطوف دون المعطوف عليه، نحو؛ إن محمدا وموسى فدائيان.

والعلة في ذلك الاحتراز من تنافر اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>