للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما في بعض هذه الأدلة (١). وخرجها المانعون على التقديم والتأخير (٢)؛ أي: والصابئون كذلك، أو على الحذف من الأول (٣)؛ كقوله:

فإني وأنتما … وإن لم تبوحا بالهوى دنفان (٤)

(١) أي: المتقدمة؛ وهي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ .... إلخ، والبيتان.

(٢) أي: تقديم المعطوف وتأخير الخبر؛ فيكون "من آمن" خبر إن، وخبر "الصائبون" محذوف؛ أي: كذلك. ويقال في الإعراب "من" اسم شرط مبتدأ. "آمن" فعل الشرط، والخبر، فلا خوف .... إلخ، والجملة خبر إن.

(٣) أي: حذف الخبر من الأول؛ لدلالة الثاني عليه، فيكون "من آمن" خبر عن "الصابئون"، وخبر "إن" محذوف لدلالة خبر "الصابئون" عليه.

(٤) هذا جزء من بيت من الطويل، أنشده ثعلب في أماليه، ولم ينسبه. وتمامه:

خليلي هل طب. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

اللغة والإعراب:

طب: هو علاج الجسم والنفس. تبوحا بالهوى: تعلناه وتظهراه.

دنفان: مريضان، مثنى دنف؛ صلة مشبهة، من الدنف وهو المرض. "خليلي" منادى بحذف حرف النداء منصوب مضاف لياء المتكلم. "هل" حرف استفهام. "طب" مبتدأ خبره محذوف؛ أي: موجود، أو لنا. "فإني" الفاء للتعليل وإن واسمها والخبر محذوف يدل عليه خبر المبتدأ؛ أي: دنف. "وأنتما" مبتدأ. "وإن لم تبوحا" شرط وفعله، والجواب محذوف يدل عليه ما قبله؛ وهي جملة معترضة. "دنفان" خبر أنتما.

المعنى: يا صاحبي! هل من علاج يرجى للشفاء مما نحن فيه؟ فإني مريض، وأنتما كذلك، وإن لم تظهرا ما هو دفين في جوانحكما من هوى وألم ممض.

الشاهد: في قوله "فإني وأنتما دنفان"؛ فإنه يتعين أن يكون "أنتما" مبتدأ خبره "دنفان"، ويكون خبر إن محذوفا لدلالة خبر المبتدأ عليه؛ وذلك لأن "دنفان" لا يصلح أن يكون خبرا لإن فقط؛ لأن اسمها مفرد، ولا خبرا عن اسمها وما بعده؛ لأن الجميع جمع؛ فتعين ما ذكرنا؛ ويكون الكلام من عطف الجمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>