للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتعين التوجيه الأول (١) في قوله:

فإني وقيار بها لغريب*

ولا يتأتى فيه الثاني؛ لأجل اللام، إلا إن قدرت زائدة؛ مثلها في قوله:

أم الحليس لعجوز شهربه

والثاني (٢): في قوله تعالى: ﴿وَمَلائِكَتَهُ﴾. ولا يتأتى فيه الأول؛ لأجل الواو في ﴿يُصَلُّونَ﴾ (٣)، إلا إن قدرت للتعظيم؛ مثلها في: ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾.

ولم يشترط الفراء الشرط الثاني (٤) تمسكًا؛ بنحو قوله:

يا ليتني وأنت يا لميس … في بلدة ليس بها أنيس (٥)

(١) أي: وهو التقديم والتأخير؛ فيجب أن يكون "لغريب" خبر إن، وقوله "وقيار" مبتدأ حذف خبره؛ لدلالة خبر إن عليه، أي: فإني لغريب، وقيار غريب؛ وذلك لأن "لغريب" مقترن بلام الابتداء، وهي تدخل على خبر إن، لا على خبر المبتدأ. وهناك رأي آخر؛ وهو: أن تقدر اللام داخلة على مبتدأ محذوف، أي: لهو غريب، أو تجعل اللام زائدة؛ كما ذكر المصنف.

(٢) أي: وهو الحذف من الأول؛ ويكون التقدير: إن الله وملائكته يصلون.

(٣) لأنها للجماعة، والمخبر عنه واحد، وهو الله سبحانه، وتقديرها للتعظيم -كما يقول المصنف- فيه شيء؛ لأنه لم يسمع أنا مجتهدون -مثلا- على التعظيم، بل لا بد من المطابقة اللفظية؛ على حد: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾؛ كما في المغني.

(٤) أي: وهو كون العامل: إن، أو أن، أو لكن. ورأيه حسن ينبغي الأخذ به؛ إذا كان العطف على الضمير المستتر في الخبر؛ لأنه لا مانع حينئذ.

(٥) بيت من الرجز، لرؤبة بن العجاج، وقيل: لجران العود النميري.

اللغة والإعراب:

لميس: اسم امرأة. أنيس: مؤنس؛ والمراد:، أي إنسان. "يا" حرف نداء، والمنادى محذوف. "ليتني" ليت: حرف تمن ونصب، والنون للوقاية، والياء اسمها و"أنت" معطوف على محل اسم ليت؛ وهو ياء المتكلم، أو على الضمير المستتر في الخبر "في بلدة" خبر ليت، وجملة "ليس بها أنيس" صفة لبلدة.

المعنى: أتمنى أن أكون أنا وأنت يا لميس في بلد، ليس فيه أحد غيرنا.

الشاهد: عطف "وأنت"، وهو ضمير رفع، على محل اسم ليت قبل استكمال الخبر، والعامل ليت، وخرجه الجمهور كما ذكر المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>