للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: فتحهما (١) وهو الأصل؛ نحو: "لا بَيْعَ فِيهِ وَلا خُلَّةَ" في قراءة ابن كثير (٢) وأبي عمرو (٣).

والثاني: رفعهما؛ إما بالابتداء، أو على إعمال "لا" عمل "ليس" (٤)؛ كالآية في قراءة الباقين، وقوله:

لا ناقة لي في هذا ولا جمل (٥)

(١) أي: فتح ما بعد "لا" الأولى، والثانية؛ على أنهما عاملتان عمل "إن"، ويقدر بعدهما خبر واحد يصلح لهما؛ على اعتبار أن الكلام جملة واحدة، والعطف عطف مفردات، أو يقدر لكل خبر، فيكون الكلام جملتين، ويكون العطف عطف جمل.

(٢) هو أبو معبد؛ عبد الله بن كثير بن عمرو المكي، أحد أصحاب القراءات السبع. كان إمام القراءة بمكة، غير منازع، وكان عالما بالعربية، فصيحا بليغا مفوها. لقي من الصحابة: عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك ولم يزل الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة، حتى توفي سنة ١٢٠ هـ.

(٣) هو أبو عمرو؛ زياد بن العلاء بن عمار المازني البصري، أحد أصحاب القراءات السبع. كان من أعلم الناس بالقراءة والعربية، مع الصدق والأمانة والدين. ومن أكثر أتباعه ضبطا لقراءته: أبو محمد يحيى بن المبارك؛ المعروف باليزيدي النحوي. مر به الحسن يوما، والناس عكوف عليه، وحلقته غاصة بهم فقال: "لا إله إلا الله، لقد كادت العلماء أن يكونوا أربابا، كل عز لم يوطد بعلم فإلى زوال يئول". وتوفي أبو عمرو -في قول الأكثرين- سنة ١٥٤ هـ وله ترجمة في النحاة.

(٤) ويقدر لهما خبر واحد؛ إن جعلت "لا" الثانية زائدة لتوكيد النفي، وما بعدها معطوف على "لا" الأولى مع اسمها؛ باعتبار الأصل على الخلاف في ذلك، وإن أهملت الأولى، وأعملت الثانية، أو بالعكس؛ وجب تقدير خبرين لكل خبر. أما إذا جعلنا عاملتين عمل ليس؛ فيجوز تقدير خبرين، أو خبر واحد.

(٥) عجز بيت من السيط؛ لعبيد بن حصين؛ المعروف بالراعي النميري، وصدره:

وما هجرتك حتى قلت معلنة

=

<<  <  ج: ص:  >  >>