للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: فتح الأول ورفع الثاني (١)؛ كقوله:

لا أم لي إن كان ذاك ولا أب (٢)

= اللغة والإعراب:

هجرتك: الهجر: قطع حبال المودة والصلة. "ما" نافية. "حتى" للغاية بمعنى إلى. "معلنة" حال من التاء في قلت. "لا" نافية مهملة، أو عاملة عمل ليس. "ناقة" مبتدأ، أو اسم لا. "لي في هذا" متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو خبر لا. "ولا جمل" إعرابه كذلك، وخبره محذوف؛ أي: لي، ويجوز أن تكون "لا" الثانية زائدة، و"جمل" معطوفة على ناقة.

المعنى: ما تركتك، وقطعت حبال المودة والصلة بيننا؛ حتى تبرأت مني وقلت صراحة .. إلخ. وهذا مثل عربي؛ يقوله من يتبرأ من أمر، ويباعد نفسه منه؛ والمراد: لا شيء لي في هذا الأمر.

الشاهد: تكرر "لا" وورود الاسمين مرفوعين. وقد أوضحنا توجيه ذلك.

(١) إما بالابتداء؛ و"لا" ملغاة، أو على أن "لا" عاملة عمل ليس، ويكون في الحالتين من عطف الجمل. أو بالعطف على محل اسم "لا" باعتبار الأصل، و"لا" زائدة لتوكيد النفي.

(٢) عجز بيت من الكامل، ينسب -كما في سيبويه- لرجل من بني مذحج، كان أهله يفضلون أخاه عليه. وقيل لغيره، وصدره:

هذا لعمركم الصغار بعينه

والإشارة في قوله: "هذا"؛ إلى ذلك المبين في قوله قبل:

وإذا تكون كريهة أدعى لها … وإذا يحاس الحيس يدعى جندب

اللغة والإعراب:

لعمركم: وحياتكم، والعمر: الحياة. الصغار: الذل والمهانة. الحيس: تمر يخلط بسمن وأقط، والحيس: الخلط. "هذا" ها للتنبيه، و"ذا" اسم إشارة مبتدأ. "لعمركم" اللام للابتداء، و"عمركم" مبتدأ ومضاف إليه والخبر محذوف وجوبا؛ أي: قسمي. "الصغار" خبر "ذا"، وجملة القسم فاصلة بين المبتدأ والخبر. "بعينه" توكيد للصغار على زيادة الباء. وقيل: الجار والمجرور حال. "لا" نافية للجنس، "أم" اسمها "لي" خبرها. "إن كان" شرط وفعله، و"كان" تامة. "ذا" فاعل كان، والكاف حرف خطاب؛ والجواب محذوف يدل عليه ما قبله، وجملة "إن كان ذاك" معترضة. "ولا أب" بالرفع، معطوف على أحد الأوجه الثلاثة المتقدمة؛ وهو الشاهد.

المعنى: أقسم بحياتكم أن إيثار أخي جندب علي في المكارم، ودفعي إلى المكاره، هو عين الذل والمهانة؛ فإن كان ذلك هو تقديركم لي؛ فلا أم لي ولا أب؛ يريد أنه وضيع، ساقط النسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>