قبل مجيء "لا"، مثل خمسة عشر (١)، ونصبه؛ مراعاة لمحل النكرة (٢) روفعه مراعاة لمحلها مع لا (٣)؛ نحو: "لا رجل ظريف فيها" (٤) ومنه: "لا ماء ماء باردًا عندنا" (٥) لأنه يوصف بالاسم إذا وصف والقول بأنه توكيد خطأ (٦).
فإن فقد الإفراد (٧)؛ نحو: لا رجل قبيحًا فعله عندنا، أو لا غلام سفر ظريفا عندنا، أو الاتصال؛ نحو: لا رجل في الدار ظريف، أو "لا ماء عندنا ماء باردا"، امتنع الفتح (٨).
وجاز الرفع والنصب؛ كما في المعطوف بدون تكرار "لا"، وكما في البدل الصالح لعمل "لا" (٩)، فالعطف نحو: لا رجل وامرأة فيها، والبدل؛ نحو: لا أحد رجل وامرأة فيها (١٠).
(١) ولا يصح أن يكون بناء النعت هنا، تبعا لبناء اسم "لا"، لأن بناء المتبوع لا ينتقل إلى التابع، ووجود النعت لا يخرج الاسم عن حالة الإفراد.
(٢) وقيل اتباعا للحركة البنائية؛ لأنها هنا شبيهة بحركة الإعراب؛ بل أصلها الإعراب.
(٣) أو لمحل اسم "لا" وحده؛ باعتبار أن أصله مبتدأ.
(٤) هذا من أمثلة الخليل؛ بفتح ظريف، ونصبه منونا، ورفعه، ويقال في المثنى: لا رجلين ظريفين، بالبناء والنصب، وظريفان. وفي الجمع: لا رجال ظريفين، بالبناء والنصب أيضا، وظريفون.
(٥) "لا" نافية للجنس. "ماء" اسمها مبني على الفتح. "ماء" الثانية نعت موطئ -أي: ممهد- للأولى. ويجوز فيه الأوجه الثلاثة المتقدمة في ظريف، ولكن يمتنع رفعه -عند سيبويه- على محل لا مع اسمها. "باردا" نعت له. "عندنا" خبر لا.
(٦) لأنه مقيد بالوصف؛ فليس مرادفًا في اللفظ لماء الأولى المطلقة. وأجازه بعضهم؛ على اعتبار أن الوصف طرأ بعد التوكيد. كما جوزوا إعرابه بدلا. ومنعه بعضهم؛ لأنه يلزم عليه تقديم البدل على النعت، وهو ممنوع.
(٧) أي: في النعت، أو في المنعوت. وقد مثل لهما المصنف.
(٨) لأنه علته التركيب، وهم لا يركبون ما زاد على كلمتين، بدون تنزيل.
(٩) وهو ما يكون نكرة، ومثلهما عطف البيان.
(١٠) أي: برفع رجل وامرأة، ونصبهما لا غير. ولا يجوز الفتح في المعطوف والبدل؛ لوجود الفاصل في العطف بحرفه، وفي البدل بعامله؛ لأن البدل على نية تكرار العامل.