للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو قليل؛ حتى توهم الشلوبين أنه غير واقع.

وتارة يراد بهما التوبيخ؛ كقوله:

ألا ارعواء لمن ولت شبيبته (١)

= وعجزه:

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

اللغة والإعراب:

اصطبار: تصبر وتجلد واحتمال. جلد: صلابة وثبات. لاقاه أمثالي: كناية عن الموت. "ألا" الهمزة للاستفهام، و"لا" نافية للجنس. "اصطبار" اسم "لا" مبني على الفتح. "لسلمى" متعلق بمحذوف خبر، أو متعلق باصطبار، والخبر محذوف، وهو مجرور بفتحة مقدرة على الألف؛ نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف؛ لألف التأنيث المقصورة. "أم" عاطفة. "لها" خبر مقدم. "جلد" مبتدأ مؤخر.

المعنى: أيذهب الصبر، وينتفي عن سلمى، وتجزع؟ أم تتجلد وتثبت إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت؟

الشاهد: معاملة "لا" بعد دخول همزة الاستفهام عليها؛ مثل معاملتها قبل دخولها، وكل من الهمزة، و"لا" باق على معناه؛ والمراد بهما الاستفهام عن النفي. وهذا البيت حجة على الشلوبين؛ في دعواه أن الاستفهام عن النفي شيء غير واقع.

(١) صدر بيت من البسيط، لم نقف على قائله، وعجزه:

وآذنت بمشيب بعده هرم

اللغة والإعراب:

ارعواء: انتهاء وانكفاف عن القبيح. ولت: أدبرت وذهبت شبيبته: شبابه. آذنت: أعلمت. مشيب: شيخوخة. هرم: كبر وضعف: "ألا" الهمزة للاستفهام، و"لا" نافية للجنس؛ ومعنى الحرفين التوبيخ والإنكار. "ارعواء" اسم "لا" مبني على الفتح. "لمن" متعلق بمحذوف خبر، أو متعلق بارعواء، والخبر محذوف. و"من" اسم موصول. "ولت شبيبته" الجملة صلة من. "وآذنت" معطوف على ولت، أو حال من الفاعل على تقدير "قد". "بمشيب" متعلق بآذنت. "بعده" ظرف ومضاف إليه خبر مقدم. "هرم" مبتدأ مؤخر، والجملة في محل جر صفة لمشيب.

المعنى: ألا يبتعد وينأى عن الأمور القبيحة؛ من ذهب شبابه وولت صبوته، وأنذره المشيب بالكبر والضعف وذهاب القوة؟

الشاهد: بقاء عمل "لا" النافية مع دخول همزة الاستفهام عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>