وعند سيبويه والخليل: أن "ألا" هذه بمنزلة أتمنى، فلا خبر لها، وبمنزلة ليت، فلا يجوز مراعاة محلها مع اسمها، ولا إلغاؤها إذا تكررت، وخالفهما المازني والمبرد (٢)،
(١) - صدر بيت من الطويل، لم ينسب لقائل. وعجزه:
فيرأب ما أثأت يد الغفلات
اللغة والإعراب:
ولى ذهب وأدبر: فيصلح ويجبر. أثأت: أفسدت. "ألا" حرف تمن. "عمر" اسمها مبني على الفتح، وهو بمنزلة المفعول؛ لأنها بمعنى أتمنى ولا خبر لها، وقيل: الهمزة للاستفهام، و"لا" نافية للجنس، وأريد بهما التمني. "ولى" الجملة في محل نصب صفة لعمر. "مستطاع" خبر مقدم. "رجوعه" مبتدأ مؤخر ومضاف إليه، والجملة صفة ثانية لعمر. "مستطاع" خبر "ألا" و"رجوعه" نائب فاعل، لأنه اسم مفعول. "فيرأب" مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب التمني، وفاعله يعود على عمر. "ما" اسم موصول مفعول يرأب "أثأت يد الغفلات" الجملة صلة، والعائد محذوف؛ أي: أثأته.
المعنى: أتمنى رجوع العمر الذي مضى وذهب، لأصلح ما أفسدته وما عملت من سوء في زمن الغفلة والجهل والصبوة.
والشاهد: مجيء "ألا" بمعنى أتمنى؛ والدليل على ذلك نصب المضارع بعد الفاء في جوابها، وذلك كثير في كلام العرب.
(٢) فجعلاها كالمجردة من همزة الاستفهام، واستدلا بالبيت السابق؛ فجعلا "مستطاع": إما خبرا للا، أو صفة لاسمها، مراعاة لمحلها قبل دخول "لا"، والخبر محذوف؛ أي: راجع، و"رجوعه"، نائب فاعل مستطاع.