ولا دليل لهما في البيت؛ إذ لا يتعين كون "مستطاع" خبرا أو صفة، و"رجوعه" فاعلا (١) بل يجوز كون "مستطاع" خبرا مقدما، و"رجوعه" مبتدأ مؤخرا، والجملة صفة ثانية. وترد "ألا" للتنبيه (٢) فتدخل على الجملتين؛ نحو ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ﴿أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ﴾ (٣).
(١) المراد نائب فاعل؛ لأن "مستطاع" اسم مفعول يطلب نائب فاعل. وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:
وأعط "لا" مع همزة استفهام … ما تستحق دون الاستفهام*
(٢) هي "ألا" الاستفتاحية؛ هي كلمة واحدة لا عمل لها، وتدل على توجيه الذهن وتنبيهه إلى شيء هام يجيء بعدها، مؤكد الوقوع عند المتكلم، وكثيرا ما تقع بعدها "إن" المكسورة.
(٣) الآية الأولى مثال لدخولها على الجملة الاسمية، والثانية لدخولها على الجملة الفعلية؛ لأن "يوم" معمول لمصروفا؛ فهي داخلة على "ليس" تقديرا، والأصل: ألا ليس مصروفا عنهم يوم يأتيهم.
(٤) العرض: طلب الشيء برفق ولين. والتحضيض: طلبه بشدة وإزعاج. وسيأتي تفصيل الكلام عليهما في موضعه إن شاء الله.
(٥)"ألا" في الآية الأولى للعرض. وفي الثانية للتحضيض، هذا: ومثل "ألا" في الدلالة "أما"، غير أن "ألا" للاستقبال، و"أما" للحال، والغالب أن يأتي بعد "أما" قسم فتفيد توكيده؛ بنحو: أما والله إن الأمن مستتب. وقد تأتي بعدها "إن" المكسورة؛ مثل "ألا" وإذا وقعت كلمة "إلا" بعد "لا"؛ نحو لا إله إلا الله، جاز في الاسم الواقع بعدها النصب على الاستثناء، والخبر محذوف قبل "إلا". وجاز الرفع على البدل من محل لا مع اسمها، أو من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، أو من محل اسم لا، بحسب أصله كما تقدم.
* "وأعط" فعل أمر والفاعل أنت. "لا" مفعول أول مقصود لفظه. "مع" ظرف متعلق بمحذوف حال من لا. "همزة استفهام" مضاف إليه. "ما" اسم موصول مفعول ثان لأعط. "تستحق" الجملة صلة ما. "دون" ظرف متعلق بمحذوف حال من لا. "الاستفهام" مضاف إليه.