للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنصب، وقوله:

إذا قلت أني آيب أهل بلدة (١)

بالفتح (٢). وغيرهم يشترط شروطا؛ وهي:

=

إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه

اللغة والإعراب:

شأوين: تثنية شأو؛ وهو الشوط والطلق. عطفه: جانبه. هزيز الريح: دويها عند هبوبها. أثأب: اسم جنس جمعي، واحده أثأبة؛ وهي نوع من الشجر. "ما" زائدة "شأوين" مفعول مطلق، نائب عن المصدر. "هزيز الريح" مفعول أول لتقول، ومضاف إليه. "مرت بأثأب" الجملة في محل نصب مفعول ثان لتقول.

المعنى: إذا جرى هذا الفرس شوطين، وحمي السبق وعرق، تظنه -لخفته وسرعة جريه- ريحا هبت على تلك الأشجار، فلعبت بها.

الشاهد: استعمال "تقول" بمعنى "تظن"، ونصبه مفعولين - من غير قيد- على لغة سليم.

(١) صدر بيت من الطويل، للحطيئة، يصف بعيره بالسرعة، وعجزه:

وضعت بها عنه الولية بالهجر

اللغة والإعراب:

قلت: معناها هنا ظننت. آيب: راجع؛ اسم فاعل من آب يئوب، إذا رجع، والعادة أن يرجع الإنسان من عمله آخر النهار، وفي أول الليل، وهذا هو المراد هنا. الولية: البرذعة، توضع تحت الرحل، أو ما يوضع تحتها. بالهجر: تصف النهار عند اشتداد الحر؛ وأصله بتحريك الجيم، وسكنت للضرورة. "إذا" شرطية. "قلت" فعل الشرط "آيب" خبر أني. "أهل بلدة" مفعول آيب ومضاف إليه، وأن ومعمولاها سدت مسد مفعولي قلت. "وضعت" جواب إذا. "بها" متعلق به، والباء بمعنى "في"، والضمير يعود إلى البلدة. "عنه" متعلق بوضعت، والضمير عائد على البعير.

المعنى: إذا قدرت وظننت أني أصل بلدة آخر النهار؛ لبعد المسافة، أتيتها نصف النهار، عند اشتداد الحر؛ وذلك لسرعة بعيري ونجابته.

الشاهد: إجراء "قلت" مجرى ظننت، ولم تحك به الجملة بعده، وإلا لكسر همزة "إن".

(٢) أي: بفتح همزة "أني"، على أنها، مع معموليها، سدت مسد مفعولي "قلت"؛ كما أسلفنا.

وإلى مذهب سليم في القول، يشير الناظم بقوله:

وأجري القول كظن مطلقا … عند سليم نحو قل ذا مشفقا

أي: إن قبيلة سليم، تجري القول مجرى الظن في المعنى، وفي نصب المفعولين من غير اشتراط شيء؛ أي: سواء أكان مضارعا أم غير مضارع؛ وجدت فيه الشروط المذكورة بعد، أم لم توجد؛ وذلك نحو: "قل ذا مشفقا"، فـ"ذا" مفعول أول، و"مشفقا" مفعول ثان.

<<  <  ج: ص:  >  >>