= قول النابغة الذبياني في مطلع قصيدة يهجو فيها زرعة بن عمرو بن خويلد. وقد علم أنه يسفه عليه في أشعاره؛ ويتوعده لأنه لم يطعه في الغدر ببني أسد:
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها … يهدي إلي غرائب الأشعار
نبئت: أخبرت. السفاهة: الطيش والخفة. "نبئت" فعل للمجهول والتاء نائب فاعل وهو المفعول الأول. "زرعة"، مفعول ثان. "والسفاهة كاسمها" جملة حالية من مبتدأ وخبر، وهي معترضة بين الثاني، والثالث، وهو جملة "يهدي إلي". ومعنى قوله "والسفاهة كاسمها": أن كلا من مسماها واسمها قبيح، وهذا تعريض من النابغة بذم زرعة. والمراد بغرائب الأشعار: الصادرة عن من لا يحسن الشعر. وقد جاء "نبأ" في القرآن ناصبة مفعولا واحد صريحا، وسد مسد المفعولين الآخرين جملة، بعد أن علق الفعل عنها باللام؛ وذلك كقوله -تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾.
ومثال:"أنبأ" قول الأعشى من قصيدة يمدح بها قيس بن معدي كرب:
وأنبئت قيسا ولم أبله … كما زعموا خير أهل اليمن
فأنبئت: فعل للمجهول، والتاء نائب فاعل وهي المفعول الأول. "قيسا" مفعول ثان. "ولم أبله" أي: لم أختبره، والواو للحال، وأبله: مضارع مجزوم بلم بحذف الواو والهاء مفعول. والجملة في موضع نصب حال. "كما زعموا" الكاف جارة و"ما" مصدرية، وهي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالكاف؛ أي: كزعمهم، وهذا وما قبله اعتراض بين المفعول الثاني، والثالث وهو "خير".
ومثال "خبر" قول العوام بن عتبة بن كعب بن زهير، في امرأة من غطفان اسمها "ليلى"، ولقبها سوداء، وكانت تنزل بالغميم، من بلاد غطفان، وكان بها كلفا، فلما علم بمرضها ترك عمله بمصر وذهب إليها ليعودها.
وخبرت سوداء الغميم مريضة … فأقبلت من أهلي بمصر أعودها
فالتاء في "خبرت" نائب فاعل وهي المفعول الأول، "سوداء الغميم" مفعول ثان ومضاف إليه. "مريضة" مفعول ثالث: "فأقبلت" الفاء للسببية أو عاطفة. "من أهلي" متعلق بأقبلت "بمصر" صفة لأهل؛ أي: الموجودين بمصر. "أعودها" الجملة حال من التاء في فأقبلت. =